روايه كامله مكونه من 14فصل
المشاعر الحادة داخلها..
أمسكت وجهه قبل أن يقترب منها لتهمس له بصوت خرج مبحوحا
يونس لأ ابعد يا يونس بلاش وأنت مش في وعيك
لم يكن يجيب بل كان محدقا بها يسمعها ولكنه كان ملقى بين براثن عالم اللاوعي فلم يعد قادرا على السيطرة على أي رد فعل...!!
فهمست مرة اخرى بصوت اكثر إلحاحا
ابعد عني يا يونس
بالله عليك أبعد هتكرهني اكتر اول ما تفوق والله
بينما ليال تزفر بعمق سامحة للهواء ليجتاح رئتاها بارتياح.. لم تكن لتسمح له أن يكرهها أكثر لن تستطع التأقلم مع حقده إن تزايد..!
رفعت جسدها بخفة تنظر نحوه لتجده أغمض عيناه واستسلم لنوم عميق فاقتربت منه ببطء تطالع ملامحة والتي أطاحت بقلبها لتأثره بلعڼة ذلك العشق..!
أنت ليه مش بتحبني يا يونس
ثم هزت رأسها بسرعة وهي تكمل بتوسل وكأنه يسمعها
طب مش عايزاك تحبني على الأقل ماتكرهنيش
كبحت بصعوبة تلك الدموع التي لمعت بعيناها وهي تردف متسائلة بنبرة مخټنقة
هو انا وحشة يا يونس أنت ليه پتكرهني اوي كده!
حينما أمسكه والده من ذراعه يعيده مكانه بقوة وهو يردد على مسامعه بحزم كمن يصدر فرمان مۏته
اقف مكانك أنت غلطت يا يونس ولازم تتحمل نتيجة غلطتك البنيه دي ملهاش ذنب في اللي حصل وخلاص فيروز ماهياش راجعالك تاني بعد اللي حصل فأعمل حسابك انا هاخدك انت والبنيه دي وهتكتب كتابك عليها عندنا في البلد
وبعدين أنت كل حاجة بتكدبك يا يونس وأنت اصلا مش فاكر إلا طشاش من اللي حصل ف ازاي عايزنا نكدب كل دول ونصدقك أنت
إتسعت عينا يونس وهو يستمع ما يتفوه به والده وسرعان ما كان يصيح مستنكرا
لا يا حاج لا أنا اكتب كتابي على الجرسونه الكدابة ال دي! ده انا ماستنضفش أشغلها خدامة عندي هخليها مراتي!! مستحيل اللي بتقوله يا بابا أسف هخالف كلمتك المرة دي
مبقاش قرارك يا يونس اللي حصل محدش غيرك هينفع يصلحه وبعدين متنساش إني داخل على إنتخابات والموضوع ده ممكن يضرني ويضر بسمعتنا عموما يابني ده احنا في ناس مستنية غلطة لينا !!
كان يونس مطأطأ رأسه أرضا يشعر أن كل شيء سقط عليه كجبل عتي ما عاد قادر على ردعه...!
ارفع راسك يا يونس اوعى تدي فرصة لحد إنه يوطي راسي او راسك وبعدين احنا منعرفش الخير فين بس اكيد مش في خطيبتك الملونة المتكبرة دي!!
سافرت عينا يونس نحو ليال التي كانت تراقبهم عن بعد بصمت مستمرة في البكاء لتثير شفقتهم عيناه حملت قسما بالعڈاب والأنتقام... نظرته كانت كطرف سيف أسود حاد لن يعود لغمده حتى يمزقها وسيعلم من الذي جعلها تفعل ما فعلت سواء بإرادتها او رغما عنها.....!!!
فنطق لسانه بما لا يرضاه قلبه قاطعا ذلك الصمت
ماشي يا حاج أنا موافق بس هطلقها وقت ما دماغي تهفني وهتجوز عليها لو حبيت! من بعد ما اكتب كتابي عليها مش عايز حضرتك تحط أي قيود في حياتي تاني
هز قاسم رأسه بنفي حازم
عداك العيب وأزح يابن البنداري!
حينها أدركت ليال أن الليالي القادمة ستأخذ من ألمها وشقاءها قربان لذلك العشق...!!
........................................
عادت ليال من براثن الذكريات
انا والله ما وحشة يا يونس أنا عملت كده علشان بحبك ومش عارفه أنساك.. كان عندي أمل إنك تحبني
أصبحت دمعاتها الحاړقة تتسرب دون أن تشعر على وجنتاها فراحت تهذي وكأنها تستجديه أن يرأف بها
فتعطها حقها في العيش
طب أعمل إيه عشان تحبني قولي أعمل إيه عشان تحبني زيها والله العظيم هي ما بتحبك قدي ولا حد في الدنيا دي هيحبك قدي
وما أقساه ذلك الشعور حينما توهب كل ما تملك من مشاعر لأحدهم فتقابل بالمقت والرفض.. فترتد تلك المشاعر داخلك لتصبح نصل حاد ېمزق روحك التي لم تكن تستجدي سوى وصال يرضي شغف تلك المشاعر داخلها...!
اليوم التالي صباحا....
في القصر....
خرج بدر من غرفته بهدوء ينوي التوجه لعمله كعادته كل يوم ولكن أستوقفه مشهد تلك السيارة المركونة أمام القصر مباشرة فتملك منه الفضول ليتوجه نحو فاطمة والدة أيسل التي وجدها جالسة على الأريكة تشرب قهوتها الصباحية فتنحنح في البداية هاتفا بهدوء
صباح الخير
فردت هي بابتسامة مرحبة
صباح النور تعالى أقعد يا بدر
جلس بدر بالفعل جوارها ليسألها بخفوت محاولا رسم ابتسامة مجاملة لتزيين محياه
ازي حضرتك يا ست فاطمة
فأومأت هي برضا
الحمدلله بخير انت عامل إيه يا بدر
الحمدلله تمام
سألته فاطمة بعدها باهتمام وهي تعيره كافة انتباهها
في حاجة مضيقاك في القصر او أيسل عملت حاجة تاني
فهز بدر رأسه نافيا ثم راح يغطي على سبب وجوده الحقيقي وهو يتمتم لها بجدية مسرعا
لا لا مفيش اي حاجة انا بس قولت اصبح عليكي وانا رايح الشغل
تسلم يا بدر متحرمش
ردت بها فاطمة بابتسامة حلوة حانية فنهض بدر وهو ينظر يمينا ويسارا بصمت لتقول فاطمة
مريم قالت رايحه تشتري حاجة من السوبر ماركت
فأومأ بدر برأسه
اه منا عارف انا مش بدور على مريم
اومأت فاطمة برأسها ولم تعلق منعت ابتسامتها الماكرة بصعوبة من التحليق على ثغرها المجعد وهي تدرك أنه يبحث عن أيسل وليست تلك المريم...!
كاد بدر يغادر بعدها ولكنه إلتفت ليسألها بعدها بفضول لم يستطع كبته
هي عربية مين دي يا ست فاطمة اللي قدام البوابة
فأجابت فاطمة بعينان حملتان مكر انثوي لمع بوضوح لم يكن مفسرا لبدر
ده واحد جه تبع البيوتي سنتر بيرسم لأيسل تاتو في الصالون!
لم تخفى عنها عيناه التي إحتدت پغضب أسود حاول كتمه ولكن تلك الوحوش التي زمجرت داخله وأخذت تبعثر المشاعر المدفونة بين جنبات صدره قټلت محاولته للسيطرة والصمت فسار دون أن ينطق بحرف نحو الصالون...
فتح بدر الباب فجأة دون أن يطرقه ليجد أيسل تجلس على الأريكة وتعطي ظهرها لذلك المشبه برجل الذي كان يجلس خلفها مباشرة ويرسم لها ذلك التاتو.... ولم يكتفي بذلك بل كان يتلمس تلك الرسمة ببطء أذاب المتبقي من تحضر بدر لينصهر وسط ذلك الشعور بالغيرة مخلفا خلفه بركان ثار پجنون قادر على حړق الأخضر واليابس....!
اقترب بسرعة قبل أن يعطهم فرصة للإندهاش من وجوده ليمسك ذلك الرجل من تلابيبه وهو يدفعه خارج الغرفة پعنف صارخا بحدة مخيفة
اطلع برا يالا
شهقت أيسل بفزع وهي تهمس تلقائيا
بدر أنت بتعمل إيه سيبه
فيما إتسعت عينا ذلك الرجل بدهشة سرعان ما كانت ڠضب وهو يفلت ملابسه من قبضتا بدر ويردد بغيظ
في إيه يا استاذ أنت وسيب هدومي
فزمجر فيه بدر پجنون استوطتن حدقتاه و كان بينه وبين الواقع شعرة
ولو مامشيتش دلوقتي حالا مش هاسيبك أنت شخصيا إلا لما اعملك عاهه مستديمة
نظر ذلك الرجل لأيسل بحنق لتتشدق