روايه روعه وكامله
يخاطبها بأعين حمراء
بتقولي ايه !!
هرولت سعاد الشرطية سريعا نحو تلك المشاحنة الكبيرة لتحاول إنقاذ الموقف فقد شعرت بأن هذا المأمور حاد الطباع جدا وسيفرض وحشيته في هذا السچن بينما كان يقف الجميع مستمتع بذلك العرض الذي حتما سينتهي بعقاپ عسير !
تقدمت سعاد نحو زين وحالت بينه وبين عهد رافعة يدها وقائلة بتوتر
خلاص يا سعادة البيه اهدى بس وأنا هتصرف مع الحيزبونة دي معلش امسحها فيا أصلها لسة جديدة ومخدتش على الجو هنا بس أنا هظبطهالك !
عندما سمع أنها جديدة هنا أي أنها لم تقبع لسنوات بالسجن حسه فضوله على معرفة قصتها ولكن طريقتها الفظة تلك معه استفزته وشعر بأنها ليست سهلة وربما هي مرت بكثير في حياتها كي لا تعبئ بالسجن ولا ترهب أحد !
مش فارقة !
ها هي قد أشعلت جميع نيران الڠضب بداخله فأحمر وجهه وشعر بالتحدي القوي اتجاها فأبعد سعاد من طريقه بيده ثم أمسكها من رغثها وغرز أصابعه في يدها ولكنها كانت كالصنم لا يتألم ثم نطق بعد برهة بنبرة مخيفة
البت دي حالا تروحوا تكهربوها عشان تعرف هي بتتعامل مع مين ومتستريحش تشتغل زي الكلبة مع الباقي في شغل السچن مفهوم!
ابتعلت سعاد ريقها بتوجس وهي لا تدري ماذا تفعل فأخذت تنقل ناظرها نحو عهد وزين في صمت قلق حتى كرر جملته مرة أخرى ولكن بصياح أكبر
ايه مسمعتيش !
يا سماح تعالي بسرعة نفذي اللي قاله البيه يلا !
هرولت سماح في قلق وأخذت عهد متوجهة إلى غرفة الكهرباء والويل من تلك الغرفة ومن يدخلها فهي مخصصة للعقاپ الشديد على من فعل فعلا شنيعا ولكن يظهر أن الشنيع بالنسبة إلى زين مختلف بعض الشيء عن الطبيعي !
تقدم زين بصحبة سماح وعهد نحو مقر الغرفة ولكن سعاد أوقفته قائلة بتوجس
يا سعادة البيه حضرتك مش هنعمل الطابور وآآآ...
قاطعها زين بنبرة عصبية ساكتة لها
يتحرق الطابور في داهية سبيني أشوف شغلي !
خليها تتربى !
بينما خاطبتها فتحية بلوم
متنسيش إننا السبب يا نعمات وخليناها تشتغل طول اليوم من غير ما تنام!
نظرت لها نعمات بحدة وحدثتها بنبرة عالية نسبيا
جرالك ايه يا ولية أنت هتحني ولا ايه دي بت متربتش ولسانها طويل ولازم تعرف تتعامل ازاي !
نفخت فتحية بضيق وصمتت بينما هتفت سعاد بلهجة آمرة
يلا كله معايا على الشغل عشان تعرفوا هتعملوا ايه قدامي !
تأفف الجميع مما سيفعلون الأن وتوجهوا مجبرين وسط هتاف سعاد الحاد وكأنها الأن تستطيع الرجوع لشخصيتها الحانقة!
انتهى من تناول افطاره ثم وقف واستعد ليذهب إلى عمله وهو يتحدث نحوها قائلا بنبرة منزعجة
أخوكي امبارح ولا عبرني واتصل عليه الاقيه لسة قافل موبايله طبعا أكيد راح على السچن ولا على باله أنا لازم اروح أتكلم معاه قبل ما اطلع على القسم !
ظهرت ملامح الحزن عليها وهي شاردة في مصير أخيها مما يفعله قائلة
أخويا مش هيرجع زي الأول يا يوسف مهما نحاول متنساش هو كان متعلق بفريدة أد ايه !
نفخ يوسف بانزعاج وهو يهندم من ملابسه الرسمية
قال يعني كان واخدها عن حب أمال لو حبها من زمان كان عمل ايه !
تضايقت سلمى من حديثه وقالت
يا يوسف هي قدرت تخليه يحبها وعملت كتير عشانه سيبك دلوقتي من الموضوع ده أنا هروح عند ماما شوية عشان مليكة متقعدش لوحدها لما ماما تنزل ولما تخلص عدي علينا خدنا .
أومأ برأسه ثم نظر نحو ابنته التي تأكل البيض بشراهة واضحة ثم تقدم منها وقبل رأسها قائلا
سلام يا طفسة !
انزعجت رهف من حديث والدها لها وقالت بنبرة طفولية منزعجة
بابا لو سمحت أنا مش طفسة أنا جعانة هو اللي مش جعان بياكل ولا إيه !
ضحك عليها بشدة بينما بادرت سلمى بنبرة ساخرة
طالعة لا بوكي
اقترب منها يوسف بضيق قائلا بنبرة حادة مصطنعة
اتلمي يا قلبي بدل ما أحبسك مكانك
نظرت له سلمى بدلال شابكة يدها
متقدرش !
داعبها في وجنتيها وقبل يدها قائلا بحب
طبعا مقدرش ربنا مايحرمنيش منك يا سلومتي
ابتسمت بخجل وتمتمت قائلة
ولا منك يا رب !
ذهب يوسف لزيارة صديقه بينما صاحت رهف نحو والدتها قائلة
يلا نروح ل لوكا يا ماما !
أشارت لها سلمى نحو ملابسها قائلة
طب قومي غيري هدومك بعد العركة اللي عملتيها دي !
...................................................................
جلس عاصم في المغطس الذي ملأه ليستجم بعد ما أخيرا ارتاح لحق والده لم ينكر أنه أعجب بها وأرداها له لكن روح التحدي الاڼتقامية طغت عن ذلك وجعلته يتشفى بها !
أغمض عينه وهو يتذكر ما حدث لأبيه من أمر شنيع لا يحب ان يطيقه !
..........عودة للماضي
................................
كان حمدي شاردا فيما سيفعله معها وعلى الجانب القريب منه كان يجلس عاصم أمام تلك الطاولة التي عليها عدد