روايه روعه وكامله
سأمت مليكة وملت وهي تنتظر والدها فذهبت امام ذلك الباب الشفاف وهي تشاهد المنظر حولها عن كثب ثم دققت كثيرا حتى لمحت تلك الفتاة حسنة المنظر وهي تعمل بتعب وبسرعة ثم شعرت بالعطش فنظرت حولها فلم تجد أي ماء هنا فقررت أن تذهب نحو تلك الفتاة لتسألها عن والدها أو ربما يوجد لديها بعض الماء لتشربه !
ذهبت ببساطة نحوها ووقفت أمامها ولكن كان يفصلها أقضاب الحديد فكانت لا تستطيع الدخول هناك فنادتها بصوت عال نسبيا
رفعت عهد إحدى حاجبيها وهي تنظر بتعجب نحو تلك الطفلة الصغيرة وهي تقول بهمس
إيه ده جت منين دي لا وبتقولي طنط الله يرحم !
منها بفضول ثم سألتها
أنت مين
ردت عليها مليكة قائلة
أنا اسمي مليكة وأنت
ابتسمت لها عهد بعذوبة وقال
اسمك حلو أوي أنا يا ستي اسمي عهد أنت بتعملي ايه هنا
أشارت نحو مكتب والدها وقالت
تعجبت عهد وهي تنظر نحو مكتب زين قائلة بشرود
هي الحكاية فيها بابي كمان !
عاودت النظر لها وقالت بهدوء
وازاي مامتك تسيبك تيجي هنا أصلا
نكست مليكة رأسها بحزن وقالت والدموع تلمع بعينها
أنا معنديش ماما عشان هي راحت عند ربنا !
حزنت عهد عليها ثم أمسكت بيدها من خلف القضبان وقالت
بتعملي إيه هنا يا مليكة
قالها زين بصړاخ بينما انفضت كل من مليكة وعهد وتركت يدها بسرعة فركضت نحو والدها وقالت پخوف
عطشت يا بابا وأنت سبتني لوحدي فروحت أسأل طنط دي عليك أنت أتأخرت اوي عليا !
روحي دلوقتي على مكتبي وحسابي معاكي بعدين !
امتثلت لطلبه وذهبت بسرعة تحت نظراته بين عاود النظر نحو عهد التي قالت بسرعة
قبل ما تقول حاجةأنا معملتش حاجة غلط وبنتك صغيرة لسة فمش فاهمة حاجة وهي كانت عايزة تشرب وانا حتى قولت لها تبقى ترجع تاني على مكتب سيادتك حتى أسألها !
نظر لها پغضب ثم تركها وذهب نحو غرفة ابنته بينما تنهدت عهد وعاودت عملها وهي تفكر بتلك الفتاة الصغيرة وب زين
في المساء بعد أن نامت مليكة إثر إرهاق شاق من فسحة والدها جلس زين على الأريكة المجاورة وبيده ملف عهد ثم فتحه بتركيز شديد وهو يقرأ كل شيء عنها
الاسم عهد عبد الكريم سليمان
السن سنة
أكملت الثانوية العامة فقط
عزباء
تقطن في حارة شعبية بحي بولاق
ثم نظر نحو التهمة التي ارتكبتها لتتسع عيناه بشدة كبيرة وهو يقرأ قائلا
نظر إلى نقطة ما بالفراغ واضطربت ضربات قلبه بشدة وأخذت أنفاسه تعلو وتهبط بسرعة غير مصدق ما قرأه الآن !
.....................
كانت عهد تنظر إلى القمر من النافذة العالية في عنبرها شاردة تماما حتى قطع عليها الشرود صوت العسكري يقول بهمس
أنت يا بت
الټفت له وقالت باقتضاب
حاضر هروح اتخمد !
ضيق العسكري حاجبيه وقال بصوت منخفض
تعالي معايا البيه المأمور عاوزك !
تعجبت عهد في ذلك الوقت المتأخر لماذا يريدها تأففت بضيق ثم ذهب مع العسكري حتى وصلت إلى مكتب المأمور فوجدته جالسا بإرهاق فقالت وهي تنظر نحوه بنبرة حانقة
أفندم يا باشا عاوزني في ايه !
وقف زين قبالتها وأشار للعسكري بالخروج ثم ا بهدوء بعد أن أخذ نفسا عميقا وقال
أنا عايزاك تسامحيني على كل اللي عملته معاكي بعترف إني غلطان بس حابب أسألك سؤال
عهد وهي تنظر له مصډومة
اتفضل
قال مرة واحدة بهدوء رزين
قټلتي حمدي السامري ليه وايه علاقتك
الفصل السادس
حاولت عهد ان تتظهر بالبرود الشديد ولم تتأثر أو تظهر أي ردة فعل ولكن من داخلها كانت دماؤها تغلي بشدة وهي تتذكر حياتها القديمة بادلته السؤال بهدوء شديد
وعايز تعرف ليه
تفاجأ زين من ردها ثم قال وهو ينظر في عينها الخضراء
أنت بتسألي ! أنا أعرف اللي عايز أعرفه وقت ما أحب ما تنسيش نفسك يا بت !
ابتسمت بقسمات باهتة ثم زفرت أنفاسها وقالت
لا العفو يا بيه متقولش كده بس أنا مش حابة أتكلم في الموضوع ده !
أمسك بذراعيها پعنف ثم قال وهو يوجهه حديثه لها بامتعاض
هو بمزاجك ولا ايه أنت هنا تجاوبي وبس سامعة كويس انطقي قتلتيه ليه !
أخذت عهد نفسا عميقا ثم قالت
طب سؤال انت مهتم بالموضوع ده ليه كده اشمعنا أنا يعني اللي عايز تعرف حكايتي
تركها ثم جلس على الأريكة وهو يقول بشرود
تقدري تقولي عندي معرفة قديمة بالشخص ده !
قتل مراتك !
قالتها بهدوء كبير نسبيا بينما نظر لها بريبة و قال
أنت ازاي عرفتي حاجة زي دي !
حاولت أن تخلص ذراعيها منه وتقول بنفاذ صبر
طب ممكن الأول تبعد عني ونتكلم براحة مش هينفع كده!
حاول زين أن يهدأ قليلا وبدأ يلتقط أنفاسه بتمهل ثم عاود الجلوس مرة أخرى وأشار لها وقال
انجزي واقعدي وقولي عرفتي ازاي أنه قتل مراتي !
اقتربت عهد وجلست على الطرف الآخر من الأريكة وهي تتحدث بهدوء غريب يتعاكس مع الحالة المشټعلة لدى زين
أولا أنا معرفش أنه اللي قټلها دي مراتك توقعت كده وقبل ما تسأل ازاي اتأكدت فالسبب كانت بنتك لما قالت لي أن مامتها ماټت فافتكرت وقتها الحاډثة اللي حصلت مع حمدي وشكيت أنها تكون هي وبما إنك دلوقتي أكدتلي الحكاية دي يبقى أنا صح !
استعجلها زين وهو يشير بيدها متحكما في غضبه
طيب خلاص انجزي ها احكي بظبط تعرفي ايه عن الموضوع ده وايه علاقتك بحمدي
تنفست عهد وهي تتألم من الداخل متذكرة ما حدث معها لكنها هدأت قليلا موضحة له
بالنسبة لقتل مراتك الأول في يوم سمعت حمدي بيتكلم في تليفونه عن تسليم بضاعة جديدة من وإن في ظابط شاطر أوي بيراقب الحكاية دي وكان هيتقبض عليه هو وابنه بس قدر يخلع منها وعرفت وقتها وهو بيتكلم أنه عايز يبعدك عن سكته بأي تمن فخطط انه هيقتل حد من عيلتك عشان يهددك طول حياته وقت ما تفكر إنك تيجي ناحيته تاني !
شعر پغضب كبير يجتاح كيانه وهو يعصر يده عصرا متذكرا كيف بكل بساطة ذهبت زوجته من الحياة وربما أيضا ابنته حاول السيطرة وهو يتنهد بقوة ثم نظر لها وباغتها بسؤاله
علاقتك بحمدي كانت ازاي كنتي متجوزاه وليه وازاي قتلتيه
أشاحت بوجهها بقوة وجمدت ملامحها ثم قالت بتشف
عشان آخد حق أبويا وأمي منه !
حثه فضوله لمعرفة المزيد ثم أكمل أسئلته
ليه وبرضه مجاوبتيش علاقتك بيه كانت عاملة ازاي
وقفت عهد مرة واحدة ثم قالت وهي تنوي الرحيل
الوقت اتأخر ومتهيألي إني مش من حقي أنام براحتي فمن فضلك خليني الحق انام لي الساعتين دول وبعدين أكمل !
أومأ برأسه ثم قال وهو يتجه معها خارجا
بكرة في نفس الوقت ده هتيجي وتحكيلي عشان محدش يتكلم عنك !
نظرت له بسخرية وبتهكم واضحين
هو لسة حد متكلمش عليا بس مش فارقة !
فتحت الباب بينما خاطب زين العسكري بقوة
خدها وديها الحجز بس من غير دوشة فاهم !
أمرك يا باشا!
اصطحبها العسكري في هدوء حتى وصلت زنزانتها ونامت على فراشها وهي شاردة وتفكر حتى غفت بسرعة ولم تكون تعلم أن هناك عينا شاهدتها وشاهدت كل شيء وهي لا تنوي لها خيرا
في مركز الرعاية بأطفال مرضى القلب التي تعمل به والدة زين.....
كانت جالسة خلف مكتبها وهي تشرب من مشروب النعناع المفضل لها وأمامها تلك السيدة فأخذت تخاطبها بنبرة منكسرة
ابني بعيد عني يا كوثر وفاكر إني بهتم بشغلي أكتر منه مش عارف إني مش حابة أشوفه بالمنظر ده ومش عارف إن مصاريف البيت بتكتر عليا ولازم اهتم بشغلي !
قالت لها كوثر مؤنبة
هزت كريمة رأسها نافية وقالت
لا مش ده السبب برضه مهما كان هو محتاج لحب جديد ولازم يتجوز لازم حد