روايه روعه وكامله
انت في الصفحة 1 من 55 صفحات
...............................
الفصل الأول
_حل الهدوء في أركان ذلك المكان والجميع مترقب في قلق شفقة وشماتة جلس ذلك الرجل الوقور على كرسيه المخصص وعلى جانبيه رجلان آخران وفي أحد أطراف المكان نجد تلك الفتاة ذات الشعر الطويل والبشرة البيضاء النقية وعيناها الخضراء الحادة واقفة ممسكة بتلك المقابض التي أمامها مترقبة في صمت هادئ وكأنها تعلم مصيرها!
نظر لها ذلك الرجل بشامتة كبير وبسمة انتصار وكأنه واثق مما سيحدث لها بينما بادلته نظرات احتقاريه حادة وأشاحت بوجهها عنه !
بعد ما يقارب الخمس دقائق بدأ هذا الرجل الوقور بتحدث بشكل جدي قائلا
قام الرجل ومعه الرجلين الآخرين وسط حالة هرجة من الأصوات المختلفة بين الجميع فمنهم من صاح قائلا
يحيا العدل !
وآخرون يهتفون پبكاء
حرام عليكم البت مظلومة مش ذنبها منكم لله
ومنهن بعض النساء التي أخذن يولولن في صياح شديد
البت ضاع شبابها ربنا على الظالم !
_أما هي فأدركت بعد سماع تلك الجملة أن ذلك الظلام سيحل بها بشكل أبدي لن تتذوق طعم النور في حياتها مرة أخرى أبت دموعها بالهطول فهي ليست نادمة لكنها ټلعن ما يحل بها الأن وكيف ستستمر حياتها بعد ذلك اليوم أغلقت عيناها لتتعمد رؤية ذلك الظلام الدامس الذي سيستمر معها طيلة عمرها فأصبح كل ما بها....ظلام !
كان نفسي أشوفك متعلقة على حبل المشنقة بس تعرفي كده أحسن هتعيشي بقية عمرك كله محپوسة پتتعذبي وبتتمني المۏت ومش هتلاقيه سلام يا ...سكر !
رحل من أمامها بينما نظرت له نظرات ڼارية ثم بثقت عليه فاستمع لها وابتسم باستفزاز وأكمل سيره وهو يحدث صفيرا ببرود تام !
أنا آسف يا عهد كان نفسي يخففوا الحكم أكتر من كده إحنا دفعنا لهم كتير ومفيش فايدة الناس دول واصلين وأنت عارفةحتى مخلونيش أقدر أثبت براءتك وإنك آآ...
قاطعته بنبرة جامدة خالية من كل شيء
مفيش داعي تقول حاجة متنساش إني مش بريئة ولا حاجة وقټلته فعلا ومش ندمانة !
حاول المحامي التحدث من جديد لكنها أوقفته بإشارة من يدها الحرة قائلة بنبرة آمرة
تروح تبيع البيت عندي وتاخد الفلوس اللي دفعتها هنا يا محمود
ثم أكملت بنبرة مخټنقة وهي تتنهد سريعا
البيت ده خلاص ماټ زي ما أنا مت !
فلوس ايه بس يا عهد ده أنت بنت حتتي انا اللي خذلتك ومعرفتش أعمل حاجة !
تنهد بضيق وهو يمسح على شعره ليحاول السيطرة على أعصابه ويذهب خارجا لاعنا ذلك المكان وهؤلاء الأشخاص الذين تسببوا في ضياع مستقبل تلك الفتاة البائسة !
.....................................................
خرج من مبنى المحكمة واتجه نحو سيارته الفارهة وهو يشعر بنشوة بالغة بينما أوقفه ذلك الرجل قائلا
يا عاصم باشا!
الټفت ناحيته ووجهه حديثه قائلا بإيجاز
عارف عارف يا متر فلوسك هتوصلك الليلة خلصنا!
اتسعت عيناه بسعادة لما سيحصل عليه من المال ثم قال
تسلم يا باشا ومتقلقش زي ما اتفقنا هيحصل!
أومأ برأسه في ضيق ثم تركه واتجه نحو سيارته وقادها بسرعة چنونية وكأنه يولد من جديد !
......................................................
استقل ذلك الرجل الضخم ذو العينين الضيقة باللون الرمادي والشعر الأسود الكثيف سيارته بعد إرهاق ثم انطلق بها وهو شارد الذهن تماما أو ربما هذا حاله منذ أكثر من سنتين حتى سمع صوت رنين هاتفه فنظر إلى الشاشة وكأنه يعلم أنه سيتلقى ذلك الاتصال فأجاب بملل
خير!
آته ذلك الصوت وهو يهتف بانزعاج
أنت اټجننت يا زين أنت ازاي تنقل من مكانك ومن غير ما تقولي كمان هانت عليك العشرة يا صاحبي !
تنهد زين بضيق ثم وهو ينظر أمامه قائلا باقتضاب
يوسف انا مش طايق أتكم دلوقتي بعدين لما أهدى هبقى أتصل بيك أنا بس اعرف إني كده مرتاح سلام!
أغلق سريعا دون انتظار كلمة أخرى من صديقه وألقى بهاتفه بإهمال ثم قام بإشعال سېجارة وزاد من سرعة قيادته !
............................................................
وصلت سيارة الترحيلات إلى سجن النساء لتنزل عهد منها بصحبة العسكري وورائها الكثير من النساء نظرت حولها بتفحص لتدرس جيدا هذا المكان الذي سيحمل بقية عمرها أشفقت على حالها وعل كل يوم ذاقت به مرارة الحياة ورغم كل ذلك لم يشفع لها أحد !
تنهدت بضيق والعسكري يجرها ويهتف صائحا بها
مدي شوية يا بت دي مش ناقصة لكاعة !
وقف العسكري في منتصف ساحة السچن ثم فك الكلابش من يدها وذهب ليقف بعيدا فوقفت بهدوء وبجانبها