روايه ندي محمود توفيق ج 11والاخير
الفرار فاصابتها حالة من الڠضب .. ليست عليه بل من نفسها حيث وجدت نفسها تهتف شبه منفعلة وبتلعثم
_ اس.. اسمع إيه يع.. يعني ثم إن قصدك إيه يابشمهندس إني سمعت حاجة .. هكون بتصنت عليك مثلا ولا إيه !!
قالت آخر جملها وهبت واقفة ليسرع هو ويستقيم من مقعده متمتما بصدق واعتذار
_ لا والله مش قصدي كدا أبدا أنا آسف حقك عليا لو ضايقتك ممكن تقعدي عشان نكمل الشغل
حدجته بأعين زائغة وبداخلها تحمد ربها بأنها تمكنت من الهرب منه ! .. ثم جلست مجددا وهو يقسم بداخله أن هناك شيئا ليس بطبيعا بها وحتما سمعت شيء ويجعلها متوترة هكذا .. لم يشغل تفكيره كثيرا الآن بهذا الأمر حتى لا يزعجها أكثر وأكملا عملهم برسمية شديدة كالعادة وبعد انتهائهم هي رحلت أولا وتركته يفكر ويفكر .. ليس بما حدث اليوم فقط بل بكيف سيفاتح زين بأمر الزواج وماذا سيفعل .. وهل ستوافق وتقبل به أم سترفض كأى امراة بمحلها !! .....
_ هو لعب عيال يعني إيه يطلقك ويردك
يسر بخفوت
_ خالتو أنا مبقتش قادرة اعيش مع حسن أو بالأحرى معنديش استعداد إن آجي على نفسي عشان خاطره تاني أو اغامر باللي باقيلي من كرامتي وهو ميستهلش أساسا
قالت الخالة في ضجر
_ ولما هو ميستاهلش بتقوليلي إنك هتقعدي معاه دلوقتي ليه !!
هيمن عليها الصمت للحظات وهي تبحث عن اجابة تقنع بها نفسها قبل محاولتها لاقناع خالتها بلا جدوي ! .. اجلفت نظرها أرضا وهي تقول بأسى
_ مش عارفة
_ لو بس تريحيني يابنتي وتفهميني إيه اللي حصل بينكم
_ مش هتفرق سواء حكيت أو لا ياخالتو .. أنا بس هشوف اخرتها معاه وافقت اقعد معاه الفترة دي بس لغاية مانتطلق
ملست على كفها بحنو هامسة في نظرات حانية
_ ربنا يصلح حالكم يابنتي .. أكيد ميرضناش أنا وابوكي وأمك نشوفك مطلقة .. وطالما إنتي عايزة تقعدي معاه وتديله فرصة تاني براحتك
تشدقت يسر بحدة وغيظ
_ لا أنا مقولتش هديله فرصة .. ومستحيل اديله فرصة قرار الطلاق قرار نهائي بنسبالي .. ليه اديله فرص تاني عديم الاحساس والغبي ده أساسا هو ميستهلش الحب اللي حبتهوله واللي عملته عشانه
_ طيب تعالي هوريكي كام حاجة عملتها
استقامت ولحقت بخالتها وتتمتم لنفسها مستنكرة باستياء اديله فرصة ! .. هو أنا عبيطة عشان اسمحله تاني يستغل حبي ليه !! سمعت صوت خالتها وهي تصيح منادية عليها أن تأتي فاسرعت في سيرها تجاه المطبخ .....
في المساء.........
كان يجلس أمام المسبح وينزل قدميه في الماء .. ينحني بظهره للخلف مستندا على كفوفه الموضوعة على العشب القصير وعيناه معلقة على السماء يتابعها بشرود فخرجت هي من المنزل وكانت ترتدي منامة فطنية قصيرة وضيقة تصل إلى فخذيها اقتربت منه حتى جلست بجواره وانزلت هي الأخرى قدميها في الماء متمتمة في رقة
لم ينزل نظره عن السماء حيث أجابها بهدوء تام ونبرة جادة
_ فيكي
ضيقت عيناها ومن ثم رسمت ابتسامة عريضة على شفتيها لتجيبه بفضول
_ بتفكر في إيه فيا بقى !
لم تجد منه رد وكان ساكنا كما هو لا يتحرك فلوت فمها بيأس وفهمت أنه لا يزال مهموما بالرغم من أنها لا تعرف سبب ضيقه إلا أنها لم تضغط عليه وفضلت تركه على راحته حتى يشعر بنفسه مستعد لكي يسرد لها مايغضبه ولحين هذا الوقت بالتأكيد لن تتركه مهموما هكذا .. ابتسمت بخبث ثم لفت ذراعها حول ظهره من الخلف متصنعة معانقته وبحركة غدر منها لم يكن متوقعها .. القت به في الماء فالتقط انفاسه بعد أن أخرج رأسه من أسفل الماء ومسح على وجهه يزيح الماء عنه ويرجع خصلات شعره للخلف استقرت منه نظرة ڼارية عليها بالأخص بعدما رآها تضحك وتقول پشماتة
_ أيوة الميا حلوة وهتخليك تفك بدل ما أنت قالب وشك من الصبح في وشي وكأني أنا اللي مزعلاك
ثم انحنت للأسفل تضع يدها في الماء وترشها عليه وهي تضحك قائلة بمشاكسة
_ اضحك اضحك !!