روايه ندي محمود توفيق ج 10
اتجهت نحو الباب واستنشقت هواء قوي تستعد لمقابلته بطريقة قاسېة وصارمة وليس كالأمس فتحت الباب بهدوء وادخلت رأسها أولا لتنطلق ابتسامة واسعة وفرحة على شفتيه حين لم تجده أيضا فدخلت فورا واتجهت لمكتبه لتضع الملف على سطحه وتستدير لتسرع وتغادر قبل أن يأتي ولكنها لم تتمكن من الهروب حيث بمجرد ما أن استدارت بجسدها ناحية الباب رأته أمامها مباشرة وهو يسألها
قوست معالم وجهها للصرامة وقالت بإيجاز وهي تهم بالرحيل
_ الملف على المكتب محتاج امضتك امضي عليه وابعته مع ميرنا .. مع ميرنا هااا
ثم ابتعدت من أمام وقبل أن تغادر وجدته يقبض على ذراعها ويغلق الباب هاتفا وهو يتفحص ملابسها فهي ترتدي نفس الرداء الذي لديه فتحة واسعة ونبه عليها سابقا بأن لا ترتديه مجددا وأيضا ضيق قليلا .
_ سيب إيدي في إيه !!
قال بصوت رجولي خشن ونظرات مريبة ومخيفة بعض الشيء
_ أنا مش قولتلك قبل كدا متلبسيش البتاع ده تاني
يسرا بانفعال وصوت مرتفع
_ وإنت مالك البس اللي أنا عايزاه حاجة متخصكش
تمكن منه غضبه أكثر حيث أصبحت نبرته أكثر حدة وغلظة وهو يجيبها
ضحكت ساخرة وقالت بعند ونظرة شرسة
_ قولتلك ملكش دعوة ! وبالعند فيك هلبسه كل يوم واعلى مافي خيلك اركبه .. سيب إيدي ياحسن
قالت آخر جملها بصياح عارم ليشد على ذراعها أكثر ويصيح هو الآخر بها بصوت جهوري بعد أن هيجت عواصفه المدفونة بداخله وكان يفعل كل مابوسعه لكي يحجبها عنها ولكنها تصر على إخراجها
لم تخشي صياحه وانفعاله حيث رسمت ابتسامة صفراء وقالت ببرود مستفز
_ للمرة التالتة ملكش دعوة ومتدخلش في حياتي اللي متخصكش
تحول إلى جمرة من النيران المتوهجة واظلمت عيناه بشكل مرعب واتخذ وجهه قسمات قذفت الخۏف في قلبها حقا هذه المرة حيث صړخ بصوت انتفضت هي على أثره
............
_ الفصل السابع والعشرون _
جذبها إليه فورا بيده قبل أن تسقط وباليد الأخرى يضرب على وجنتها برفق هاتفا بهلع
_ يسر .. يسر ردي عليا
حملها على ذراعيه ووضعها على الأريكة المتوسطة وهز رأسها بلطف على أمل أن تستيقظ ولكن بدون فائدة فانتصب في وقفته وجذب زجاجة العطر خاصته من على المكتب وقام بنثر شيء بسيط على على يده وقربها من انفها ففتحت عيناها تدريجيا إلى أن نظرت له بوضوح فوثبت واقفة حين احست برغبتها في التقيأ من رائحة العطر النفاذة ولحسن الحظ أن بمكتبه يوجد حمام صغير فركضت نحوه ودخلت وأغلقت الباب خلفها لتسمع صوته وهو يطرق على الباب من الخارج
_ يسر إنتي كويسة !
لم تجيبه وفقط كان يسمع صوت تقيأها إلى أن توقفت أخيرا وغسلت وجهها جيدا وفتحت الباب لتراه بملامح وجهه المزعورة وهو يسألها باهتمام بالغ
_ اخدك للدكتور لو تعبانة
هزت رأسها مسرعة بالنفي وقالت بارتباك وهي تهم بالانصراف
_ لا أنا كويسة
داهمها الدوار مجددا وكادت أن تسقط لولا يديه التي حاوطتها من الخلف وجذبها من يدها ليجلسها مجددا على الأريكة ويصيح مناديا على المساعدة الخاصة به فتأتي بظرف لحظات قليلة وتسمعه يقول لها بجدية تامة
_ هاتي عصير لمدام يسر وأي حاجة بسيطة كدا تاكلها
_ حاضر يافندم
ثم استدارت ورحلت لتنظر له يسر وتقول بحدة وهي تهم بالوقوف
_ مش عايزة حاجة منك وابعد سيب إيدي
ارغمها على الجلوس هاتفا بصوت رجولي صارم بعض الشيء
_ اقعدي إنتي مش شايفة شكلك إزاي .. ومش قادرة تقفي على رجلك ! أنا هتصل بالدكتور ياجي هنا لو مش هتقدري تروحيله
استقامت واقفة وقالت باصرار وڠضب
_ ملكش دعوة إنت !! أنا مش عايزة دكتور ولا نيلة .. الحمدلله أنا كويسة متمثلش إنك مهتم أوي
هب هو الآخر واقفا وقال بغلظة ونظرات صادقة
_ أنا مش بمثل إني مهتم أنا شايفك فعلا تعبانة وبقولك تعالي اوديكي للدكتور
_ آه وهو أنا لو تعبانة فعلا تفتكر إني هروح معاك إنت !! إنت شكلك لسا مش مستوعب حجم الكره اللي اتربى جوايا تجاهك ولو بتعمل كل ده عشان ضميرك فاطمن هياخدله فترة وېموت وتنسى كل حاجة زي ما أنا نسيت
طرقت المساعدة الباب ثم دخلت ومدت يدها لحسن تعطيه ما طلبه منها وغادرت ليتنهد بقوة ويمد يده بالعصير والطعام هاتفا بعدم حيلة
_ طيب خدي على الأقل اشربي العصير وكلي عشان متتعبيش تاني
رمقته باشمئزاز وهتفت باستهزاء
_ خليهوملك !!
وفتحت الباب وانصرفت دون أن تنتظر منه أي ردة فعل لينظر هو لما في يده ويتأفف بخنق ونفاذ صبر ......
خرج زين من الغرفة بعد أن ارتدي ملابسه واستعد الخروج رآها تجلس على أحد المقاعد صامتة وتحدق في الحديقة الخارجية من الزجاج
_ صباح الخير
التفتت له برأسها فورا وقالت باسمة بحب
_ صباح النور
وبمجرد ما أن انتبهت لملابسه استقامت وقالت بتعجب
_ رايح فين !
ابعد المقعد الذي يفصل بينهم ومد ذراعه يلفه حول خصرها مغمغما بوجه سمح
_ رايح شغل هتأخر شوية وهاجي على المغرب إن شاء الله
زمت شفتيها بتذمر هادرة
_ على المغرب ! وهتسيبني وحدي ده كله يازين !
_ معلش ياحبيبتي هو النهردا بس وبعدين هكمل الشغل من البيت هنا
اماءت له بتفهم ثم علقت نظرها عليه وهو يبتعد عنها ويغادر المنزل بأكمله لتبتسم حين طرأت في عقلها فكرة قد تكون منحرفة قليلا بالنسبة لها وليس له ! وظلت للحظات تفكر فيها ثم اتجهت إلى غرفتهم وفتحت باب خزانتها لتنظر إلى الملابس النسائية المٹيرة المعلقة فهزت رأسها بالنفي وقالت بخجل لا لا استطيع فعلها اطالت النظر فيهم لدقائق حتى حسمت أمرها وقررت أن تفعلها بالأخير وتتخلى عن اضطرابها فأخرجت قميص من اللون الأسود مكشوف الظهر كله وبحمالات رفيعة جدا شفاف بعض الشيء عند مناطق معينة ويصل إلى أعلى الركبة .. نظرت لنفسها في المرآة وشهقت بفزع قائلة باستنكار
_ إيه ده لا لا هغيره
عادت تتفحص الملابس من جديد ولكن البعض كان مشابه لهذا والبعض الآخر منحرف أكثر