روايه ندي محمود توفيق ج 10
واخد دش
وفي ظرف لحظة فرت هاربة من أمامه فعاد ينظر للخارج من النافذة وهو يبتسم بعاطفة يؤمن بأن هذا المنزل سيشهد بداية الحكاية التي لم تبدأ بعد ! .......
بمساء اليوم .......
لا تزال في غرفتها منذ الصباح لم تخرج ولم تعرف هل ذهب للعمل مجددا أم لا ولا تشعر بشيء سوى اليأس تفسر تصرفه بالصباح بالسئم منها !! .. أجل لوهلة داهمها شعور بأنه سئم منها ومن تحمله لأمرها دائما وحمايتها قد يكون انفعل عليها لأنه مل وليس الخۏف هو السبب الرئيسي !! .
كانت كلها أفكار تدور في ذهنها واقنعتها مع الأسف أن إنهاء هذه المهزلة ستكون خيرا لها وادركت للتو بأنها اخطأت حين وافقت على الزواج وهي تعرف سبب زواجه منها وأنه لا يحبها وكالحمقاء اقنعت نفسها بأنها ستتكمن من اعتلاء عرش قلبه وفي النهاية فهمت بأنها لن تستطيع مهما فعلت ستظل دائما في عينه شفق الأمانة التي تركها صديقي لي وسيظل حبه لها الأشبه بحب الأشقاء الممزوج بالشفقة على حالتها ووحدتها !! .
وأخيرا عاد رأته يدخل ويغلق الباب خلفه ثم نزع سترته عنه واقترب منها بخطواط مترددة لا يعرف ماذا يقول وكيف يعتذر لها وهو مخطأ من أول حرف لآخر حرف وجدته يجلس بجوارها فحركت رأسها للناحية الأخرى تتفادي النظر إليه عمدا لتسمعه يتنهد بعمق ويهمس
_ بصيلي ياشفق !
تجاهلته وظلت على وضعها رافضة النظر له فوجدته يمسك بكفها ويرفعه ل وهو يعتذر بندم
_ أنا آسف
نظرت له بطرف عيناها وكانت على وشك أن تضعف أمام نظراته وحنانه وترتمي بين ذراعيه ولكن تحكمت بمشاعرها وسحبت يدها هاتفة بجفاء لا يليق بها إطلاقا
قاطعها وهو يهتف بابتسامة ساخرة وغير مصدقة
_ شفق في إيه !! .. ماهو مش معقول عشان اتصرفت معاكي بانفعال خارج عن إرادتي لأول مرة تطلبي الطلاق !!
_ لا مش هو ده السبب أكيد .. بس أنا عارفة زي ما قولتلك إنك لا هتقدر تنسي مراتك ولا تحبني كل مافي الموضوع إنك حاسس بالشفقة تجاهي ومش هاين عليك تسبني وحدي
مسح على وجهه متأففا ثم نظر له ورسم ابتسامته بصعوبة وهو يجيبها بصدق ولطف
_ ومين قالك إني مبحبكيش !! أنا أكيد مش محتاج اشرحلك غلاوتك عندي إزاي وإنتي عارفة ده كويس أوي
قالت بصوت مبحوح يغلبه البكاء به شيء من العصبية
_ لا مش عارفة ومش عايزة أعرف ! .. أنا تعبت ومبقتش قادرة استحمل طلقني ياكرم ابوس إيدك وريحني
مد يده ومسح على شعرها بحنو مغمغما برفض هاديء ونظرات دافئة بها بعض الألم
انسابت دموعها على وجنتيها بحرارة تطالعه بنظرات العشق كعادتها ولكنها كانت هذه المرة مختلفة بها شيء من السعادة لأنه رفض التخلي عنها وابدى عن رغبته في نجاح علاقتهم ليكونوا زوجان حقا .. طال صمتها فسمعته يكمل مبتسما بترقب
_ هااا قولتي إيه !
هزت رأسها بالموافقة هامسة
_ ماشي موافقة
ثم هبت واقفة واشارت إلى الحمام بيدها دون أن تتكلم في وجنتين تعطي لون الطماطم لتراه يوميء برأسه لها مبتسما بساحرية فتندفع ناحية الحمام مسرعة أما هو فعبس وجهه من جديد وهو يعيد في عقله رغبتها في الطلاق ! لم يقل لها حين قالت له بأنها تخشي خسراته كما خسړت عائلتها أنه هو الذي يخشي من هذا وليس هي فكلما يعتاد على أحد يخسره ولا يخسر سوى الاشخاص الذين يحبهم ! لم ينسى زوجته حين كانت في بداية خطبتهم تقول له أنه لا يحبها من فرط تحفظه وخجله وتوتره الذي يمنعه عن أي شيء ويضع الفواصل بينهم والتي كادت أن تنهي علاقتهم كما يحدث الآن معه .
مازال لا يعرف حقيقة مشاعره تجاه تلك الشفق ولكنه يعرف شيئا واحدا فقط وهو أنه لا يريد تركها وسينبغي عليه في الفترة القادمة أن يتخلي عن كل ما قد يعوق بينهم فهو ليس مستعدا بعد لكي يشهد خسارة جديدة !! .
وصل علاء إلى المنزل بعد يوم طويل وشاق من العمل ثم قاد خطواته نحو غرفته وفتح الباب ليتسمر بأرضه وكأن صاعقة برق اصابته حين رآها فاقدة الوعي على الأرض وبيدها زجاجة اقراص دواء فهرول ناحيتها وجثى أمامها يمسك برأسها ويهزها هاتفا بهلع
_ ميار .. ميار
امسك بزجاجة الأقراص فوجدها فارغة تماما هل ابتلعت كل هذه الاقراص المچنونة !! الټفت برأسه ناحية الباب وصاح بأعلى صوت
_ بابا
جاء طاهر مسرعا على أثر صياحه وحين رآه يمسك بها وهي بين ذراعيه في الأرض وينظر لها بزعر فهتف أبيه پغضب وهو يجثى بجواره
_ عملتلها إيه ياعلاء !! .. ميار ردي عليا يابنتي
قال بصوت مضطرب ووجه مرتعد
_ معملتلهاش حاجة والله أنا لسا جاي من برا دخلت لقيتها كدا شربت البرشام كله المچنونة
فغر طاهر عيناه بذهول ووثب فورا واقفا بعدما رأى الزجاجة وقال پخوف شديد
_ طيب قوم لبسها أي حاجة بسرعة وأنا هستناك في العربية برا خلينا نروح بيها على المستشفى نلحقها
ثم انصرف مغادرا شبه راكضا ليصطدم بزوجته التي كانت في طريقها إليهم بعدما سمعت صياح ابنها .. ولم تتمكن من ايقاف زوجها وسؤاله فأكملت طريقها نحو غرفة ابنها .
حملها علاء ووضعها على الفراش ثم اتجه إلى خزانتها وأخرج شيئا أشبه بفستان ثم عاد لها والبسها إياه بإيدي مرتجفة من الفزع ومن ثم التقط الحجاب ولفه على شعرها بعشوائية لتدخل أمه وتهتف شاهقة پصدمة
_ في إيه ياعلاء !
رأته يحملها على ذراعيه ويهتف على عجالة وهو يغادر بها مسرعا
_ حاولت ټنتحر وشربت علبة البرشام كلها
داخل منزل حسن العمايري ....
نسائم الهواء تحمل معها بعض البرودة وهو يمسك بكوب قهوة دافيء يرتشف منه بتأني شديد وعيناه معلقة على السماء يتأملها بشرود .. بات يشعر وكأن المنزل ينقصه وجودها أصبح هاديء وفارغ منذ ذهابها وفي كل يوم