روايه ندي محمود توفيق ج 7
انت في الصفحة 19 من 19 صفحات
تمكنت من ترك بصمتها منذ أول مقابلة لهم في النادي بعدما سكبت القهوة على قميصه .. انتبه لنفسه بعد لحظات طويلة ولما يفعله فهز رأسه نافرا تلك الأفكار اللعېنة التي يفكر بها وهو يستغفر ربه .. بعدما عاتبه ضميره بشدة لأنه ينظر لها بهذه النظرات بعدما أمنه أخيها عليها فاشاح بوجهه عنه وهو بزفر بخنق ولكن صك سمعه صوتها وهي تنادي عليه
_ بشمهندس إسلام تعالى لو سمحت لحظة
نظر لها وتنهد بيأس ثم هب واقفا وقاد خطواته خلفها معتكزا على عكازه حتى دخلوا لغرفة كبيرة بعض الشيء وكانت موجود عليها الكثير من الأوراق لتبدأ هي في إخراج الأوراق أمامه وتتحدث معه برسمية تامة على عكس عادتها وهي تملي عليه ماسيفعلونه بالضبط ليبدأ هو يشاركها الكلام ويعرض عليها وجهة نظره وبعد دقائق توقفت عن الحديث واطرقت رأسها أسفل مغمضة عيناها بتعب ليقول بريبة
_ آه كويسة دوخت بس شوية !
أجابته بصوت واهن ومرهق ليطيل النظر إليها بتدقيق من قسمات وجهها التي أصفر وجهها وبمجرد ما أن ازاح نظره عنها وعاد ينظر للأوراق ويتحدث من جديد ليجدها تفقد توازنها وتغمض عيناها معلنة عن تغيبها المؤقت عن الواقع وقبل أن تسقط يسندها بذراعه وجسدها يرتخي تماما. اصابته الدهشة في باديء الأمر وهو يحدق بها وهي بين ذراعيها وفورا قام بإنقاذ الموقف وإنقاذ نفسه حيث تحامل على قدمه بصعوبة بعدما سقط العكاز من بيده وسحب مقعد كان بعيد عنه قليلا ثم اجلسها عليه بحرص شديد واسرع ليجلب كوب ماء ثم عاد لها وبدأ ينثر قطرات الماء على وجهها وهو يحدثها باسمها حتى تفيق ولكن دون فائدة فلجأ للحل الثاني ومد يده لانفها وبدأ يفرك بسبابته وابهامه على عظمة الانف العلوية وباليد الأخرى ينثر الماء وبعد لحظات افاقت أخيرا وهي لا تقوي على فتح عيناها جيدا فقط سمعت صوته وهو يهتف بقلق
أماءت برأسها في إيجاب دون أن تنظر له ليعود ويهتف في نبرة متهمة
_ طيب اخدك للمستشفى لو حاسة نفسك تعبانة
خرج صوتها ضعيف ومنخفض
_ لا أنا كويسة الحمدلله
اعتدل في وقفته وصاح مناديا على أحد العمال باسمه ليأتي فورا ويقول له في هدوء بعد أن أخرج من جيبه نقود
_ معلش روح ياحسين جيب للأنسة عصير وحاجة تاكلها عشان تعبانة
نظر لها الشاب الذي يكبرهم بسنوات قليلة وقال بعذوبة
_ ألف سلامة عليكي يا أنسة رفيف
ردت عليه في خفوت
_ الله يسلمك ياحسين
وفي هذه اللحظة انضم لهم زين الذي جاء للتو وحين رأى شقيقته جالسة على المقعد وهي مغمضة عيناها فاقترب منها وقال في فزع
اجابه إسلام بنبرة رجولية عادية
_ تعبت شوية يازين
عاد بنظره لشقيقته ومد يده يملس على وجنتها ويقول بحنو
_ رفيف ياحبيبتي مالك .. إيه اللي تعبك !
_ مفيش حاجة يازين أنا مرهقة من إمبارح بليل بس
احس بحرارة جسدها المرتفعة فحرك كفه وملس على جبهتها وكافة وجهها ثم قال في حدة
_ حرارتك عالية عشان كدا تعبتي ليه بتاجي المطعم لما شايفة نفسك تعبانة
لم تجيبه فهي تشعر بنفسها غير متوازنه ولا تقوي على التحدث ولكن شعرت به يمسكها من ذراعها ويساعدها على الوقوف هاتفا بصرامة
_ يلا تعالي هوديكي للدكتورة
_ أنا كنت جاي عشان اتكلم معاك هتصل بيك وهقولك عشان نتقابل
رتب إسلام على كتفه قائلا بابتسامة واسعة
_ تمام هستني اتصالك
ثم تابعهم وهو يأخذ شقيقته ويخرج بها ثم يساعدها على الصعود بالسيارة وينطلقوا
داخل منزحسن العمايري
ساعات مرت وهو يحاول الاتصال بها ولكن لا إجابة منذ استيقاظه من النوم وهي لا أثر لها بالمنزل فانتابه الفضول حيال أين ذهبت دون علمه وكان ينوي أن ينهي الشجار القائم بينهم منذ صباح الأمس ويتقبل الأمر الواقع بعدما احس في قرارة نفسه بالقلق والخۏف من أن يصبها شيء إن أجرت هذه العملية بالفعل فيعيش في عڈاب ضميره الأبدي وكان سيخبرها بتراجعه عن رغبته في إجهاض الطفل ولكنه لم يجدها والتساؤلات تنهش عقله نهش !! .
بعد وقت طويل من محاولات الوصول لها أخيرا جاءته رسالة منها مدونة بها أنا في المستشفى ياحسن وداخلة العمليات هجهض الطفل