روايه ندي محمود توفيق ج 7
عميقا قبل أن تبدأ في سؤالها وهي تقول بهدوء مشجع
_ يعني أنا كنت عارفة إنك في فترة خطوبتنا مكنتش بتكلمني لإنك كنت خاېف تغلط وتقول حاجة وتاخد ذنوب عليها من غير ماتحس لكن سؤالي بقى هو حرام فعلا إن البنت تكلم خطيبها !
ابتسم لها بحنو وأجابها بنبرة متشبعة بحرارة الحديث في ابتسامة ناعمة
_ لا مش حرام طبعا ياملاذ وإلا مكنتش هكلمك نهائي .. بس مش حرام لما المكالمة تبقى لمجرد السؤال والاطمئنان فقط زي ما كنت بعمل يعني كل كام يوم كنت بكلمك اسأل عليكي واطمن عليكي واقفل أو مثلا لو كانوا بيتكلموا عن حاجة تخص شقتهم وكدا لازم يتفقوا مع بعض ويتكلموا عشان يجهزوا شقتهم وبرضوا بيبقى الكلام بحدود وبضوابط محددة لكن إيه هو الحړام بقى .. الحړام اللي بيحصل حاليا ده خطيبي وبتكلم معاه في التلفون بيطمن عليا .. وبيطمن عليها دي اللي هي ساعتين أو تلاتة في كلام ملوش لزمة وعاملة ايه ياحبيبتي ووحشتيني ومعرفش إيه الكلام ده كله حرام زي ما هو حرام إن يبقى في ولازم يبقى في غض بصر وكمان أنه يلمسك أو يمسك إيدك زي ما بيحصل حاليا ده غلط لإن الخطوبة دي وعد بالزواج مش زواج يعني خطيبك ده غريب عنك واجنبي زيه زي أي راجل ماشي في الشارع غريب هل هتسمحي لحد غريب يلمسك أكيد لا وهو كذلك مينفعش
_ وإنت عشان كدا عجلت في الجواز
_ امممم لإني مبحبش الخطوبة دي نهائي وكنت بتعمد إني مكلمكيش أو اشوفك غير لما تبقى مراتي عشان تبقى كل حاجة حلال ومفيش حاجة غلط
تمتمت في نظرات غرامية وهائمة في بحور عشقه ونبرة تعزف سيمفونية حب ساحرة
_ بجد أنا بحمد ربنا كل يوم إنه كرمني بيك يازين .. ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك
افترت شفتيه عن ابتسامة عاطفية ومد يده يعبث بخصلة شعرها المتمردة هامسا
_ طيب نامي يلا عشان الوقت اتأخر تصبحي على خير
ثم تمدد على الفراش وهم بأن يوليها ظهرها ولكنها اوقفته بقبضة يدها التي على كتفه وقالت بتعجب به بعض
قهقه بخفة وأجابها معيدا ماقالته للتو في دفء
_ ويخليكي ليا ياملاذ حلو وجعلت وجهتها أمامه بالضبط تحدق به وهي تبتسم بسعادة غامرة بعد أن شعرت بدنو هدفها بينما هو فكان يوليها ظهره لا يرى وجهها الذي يتلون بمائة لون في اللحظة الواحدة من فرط سعادتها وظلت هكذا لدقائق حتى غلبها النوم وابحرت في عالم احلامها الخاص فيلتفت هو برأسه ناحيتها ثم بجسدها كاملا ويبتسم لها وحين وجدها بدأت تشعر به وستستيقظ فابتعد عنها فورا واغمض عينه سريعا متصنعا النوم !!!!
ترجلت رفيف من السيارة في صباح مشرق ودافيء ووقفت لدقائق وتحدق بالمطعم من بعيد وتفرك يديها ببعضها في توتر تحاول استدعاء بعضا من ثقتها بنفسها وشجاعتها لتظهر أمامه في أول يوم عمل بينهم بكامل الثقة والشموخ ولكنها تعرف حق المعرفة أنها ستذعن لتوترها وإعجابها به بمجرد رؤيته وفورا عصفت صورة أخيها في ذهنها فقالت پخوف في قرارة نفسها ماذا لو كان زين ينتظرني معه بالداخل .. لا لا استطيع يجب علي أن اضع الحدود لاضطرابي ومشاعري الحمقاء هذه فهندمت من ملابسها جيدا وقادت خطواتها بكامل الثقة والثبات تجاه الداخل وبمجرد دخولها استقبلتها الفتاة التي تعمل في الشركة وقد كلفها أخيها بمهمة مساعدتها حتى لا تبقى بمفردها .
_ أستاذ إسلام وصل يارحاب
اماءت لها بالإيجاب وقالت باسمة
_ أها ومستنيكي جوا عشان نبدأ في الشغل فورا
أخذت نفسا عميقا ثم قادت خطواته نحو جزء داخلي في المطعم فوجدته يجلس على طاولة متوسطة وأمامه أوراق بعضها كبير والآخر صغير ومنشغل بتفقدهم والعمل لتتحرك نحوه وتقف قائلة بخفوت
_ أستاذ إسلام
رفع نظره لها وهب واقفا فورا وهو يجذب عكازه ليستند عليه في الوقوف ويمد يده مصافحا إياها في عذوبة لتمد يدها وتتصافح معه بسطحية شديد ثم تسحب المقعد المقابل له للأمام وتجلس هاتفة باعتذار بسيط
هز رأسه نافيا يوضح له بساطة الأمر ويقول ببشاشة
_ لا متأخرتيش أنا لسا واصل قبلك بدقايق أساسا
افترت عن ابتسامة خفيفة على شفتيها وهي تقاوم ارتباكها منه ثم نظرت إلى الأوراق وعادت بنظرها له مجددا تهز رأسها بعدم فهم ليقول في رسمية تليق بصوته الرجولي
_ تمام بصي الورق ده فيه كل حاجة ومحتاج قعدة كدا طويلة عشان افهمك كل حاجة فيه ونشتغل صح واحنا وبنشتغل فنجان قهوة كدا هيظبط كل حاجة بتشربي قهوة
تلعثمت لسبب مجهول هل لرسميته أم لوسامته أم لماذا لا تعرف ولكنها نفرت تلك الأفكار