روايه ندي محمود توفيق ج 4
لغرفته !!
كانت تسير في الشارع عائدة من الكلية في صباح شمسه دافئة تبعث الدفء والراحة في الجسد مع رياح الشتاء الباردة تضم كتاب ضخما إلى صدرها بذراعها اليسار وعلى الذراع الآخر حقيبة يدها المتوسطة وبينما هي في طريقها تسير مباشرة دون أن تتلفت حولها استمعت إلى من ينده عليها كأنها قطة بالبسبسة ! فالقت نظرة بطرف عيناها لتجدها سيارة ولكنها لم ترى وجه من يقودها فظنت أنه شاب منحل من الشباب الذين يغازلن الفتيات في الشوارع لتسرع في سيرها حتى تتفاده ولكنها توقفت حين سمعته يهتف باغتياظ
_ بت يارفيف !!
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
_ والله وقعت قلبي في رجليا ياخي حرام عليك
ابتسم ثم مد يده وفتح باب السيارة هاتفا
_ اركبي ياختي
استقلت بجواره واغلقت الباب لينطلق هو بالسيارة ويهتف مستنكرا
_ عرفتيني اول ما قولت يابت .. صحيح مبتجيش غير بالتهزيق !
امسكت بالكتاب الذي في يدها ورفعته في وجهه قائلة في تحذير باغتياظ
_ علاء اتلم بدل ما تلاقي الكتاب ده نازل على دماغك واخليك تدخل في غيبوبة
كان عين على الطريق وعين على الكتاب الذي بيدها وهو يضحك مغمغما
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
اشاحت بوجهه للجهة الأخرى تخفي ابتسامتها ثم عادت له وقالت في استهزاء
_ طبعا هتعرف بيتذاكر ازاي ما تلاقيك مكنتش بتفتح كتاب في الكلية
_ طاب وليه الإحراج ده يابنت عمي بس !!
اطلقت ضحكة بسيطة لتجده يكمل في جدية بخفوت
_عاملة إيه إنتي
_ الحمدلله كويسة لقيت شغل وحاولت اقنع ماما وزين بس رافضين
هتف في صوت رجولي قوي
_ شغل إيه دلوقتي بس يارفيف مش لما تخلصي كليتك الأول على الأقل
اعتدلت في جلستها وهتفت محاولة اقناعه
_ أنا زهقت من قعدة البيت ياعلاء وخلاص أنا فاضلي ترم وأخلص وهاخد الشهادة وهشتغل بيها وماما كل اللي عليها تشتغلي ليه وفين وزين إنت عارفه دماغه قفل مفيش شغل .. طيب السبب من غير سبب طالما إنتي مش محتاجة للشغل يبقى ملوش لزمة ده حتى كرم بيقولي لا .. وحسن اللي بينصفني في كل حاجة يقولي الدنيا مش آمان وإنتي لسا صغيرة !! يعني هو عندي أنا لا وعند مراته تشتغل عادي
_ يسر بتشتغل ليها خمس في الشركة معانا وبعدين دي قدام عينا يعني مع ابوها ومعايا
_ وأنا كمان عايزة اشتغل في الشركة ولا عشان يسر محدش بيقدر عليها وبتفرض كلمتها عليكم مش بتقدروا ترفضوا ليها طلب
قالتها وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها باحتجاج ليجيبها ضاحكا برزانة
_ خلاص هكلم بابا وأقوله اخليه يقنع زين واخواتك وتشرفي معانا في الشركة
اشرق وجهها بابتسامة عريضة وأردفت بسعادة
_ بجد ياعلاء هتقول لعمي !
رمقها بطرف عينه غامزا بابتسامة وهو يهتف
_ أممممم وهو احنا عندما كام رفيف في العيلة
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
_ مع إني مش حابة الشركة بس يلا أهو امري لله هبدأ منها
القي نظرة عليها مبتسما ثم عاد بنظره للطريق يقود السيارة متجها إلى منزل عمه بينما هي فأخرجت هاتفها واخذت تعبث به تارة وتارة تتابع الطريق في صمت !! .......
جاثية أمام قبر والدتها تتلمس بيدها التراب المدفونة اسفله ودموعها لا تتوقف للحظة عن البكاء .. تذرف الدموع كأنها دماء من شدة ألمها وحزنها بقيت بلا أب ولا أم ولا أخ .. لم يعد هناك شيء يدعى أهل ستحرم من الدفء والحنان والعناية والسعادة وكل شيء ستكون حبيسة شجونها والآمها إلى الأبد وستظل تعاني ألم الفراق حتى تخرج روحها وتذهب لهم !! .
كان الحارس الخاص بها يقف على مسافة بعيدة قليلا عنها ليترك لها حريتها في إفراغ ما يخنق نفسها فشعر بيد توضع على كتفه ليلتفت ويجده كرم فيبتسم في هدوء ويبادله هو الإبتسامة مربتا على كتفه يسمح له بالذهاب فأماء له بالموافقة واستدار وسار مبتعدا مغادرا المكان بأكمله أما هو فحمل دلو الماء الصغير واقترب ناحيتها ثم وقف خلفها بمسافة قصيرة واسنده على الأرض ورفع كفيه لأعلى يبدأ في قراءة سورة الفاتحة بصوت منخفض ثم حمله مجددا واتجه به نحو زرعة الصبار الصغيرة بجانب قپرها وقام بسقيها بالماء لتنتبه هي له وتنتفض واقفة لتنفض عن ملابسها السوداء الأتربة هاتفة باستعجاب
_ عرفت إزاي إني هنا !
وضع الدلو على الأرض بعد أن فرغ من الماء وغمغم في خفوت جميل
_ مسعد اتصل بيا وقالي وحتى لو مكنش قالي أنا باجي كل يوم هنا بزور سيف وأروى
نسيت أن ذلك الحارس لا يتأخر في إخباره بأي مكان تذهب له ولكن لم تعد تهتم فليخبره كما يشاء وليؤدي مهتمه على أكمل وجه فبؤسها الآن أشد