روايه ندي محمود توفيق.. ج3
تطلعي بيه عشان اللي رايح واللي جاي يبص على شفايفك ابقى مش راجل ثانيا أنا بغير جدا وغيرتي وحشة وبغير على أهل بيتي وحتى رفيف ممنوع عليها منعا باتا إنها تحط مكياج
ثم أخرج منديلا من جيبه وتولى مهمة إزالته عن شفتيها برفق وهو يكمل بنبرة أقل حدة
_ جيبي كل أشكال وألوان المكياج اللي تحبيها بس تحطيها ليا أنا بس وفي بيتك ومفيش مانع لو حطيتي حاجة بسيطة في الفرح بما إنه هيكون منفصل والرجالة وحدهم والستات وحدهم وبعدين إنتي حلوة وحدك ياحبيبتي مش محتاجة تحطي الحجات دي عشان تحلوي اكتر !
أماء لها بالموافقة ثم هب واقفا وسبقته هي للخارج فأغلق الضوء وقفل الباب بالمفتاح ثم لحق بها واقترب من رأسها طابعا قبلة حانية عليها وكأنه يعتذر بطريقة غير مباشرة عن طريقته الحادة واللاإرادية معها منذ قليل ولف ذراعه حول خصرها يسيران معا في الطريق المؤدي للباب الرئيسي فلم ترفع هي نظرها له بتاتا ووانشغلت بعقلها الذي يهتف ساخرا بشيء من الانفعال أرأيت أخبرتك أنه لا يصلح لك فإنت لا تحبين السيطرة ويبدو أنه ذو ميول تسلطية ! كيف ستتحملي تحكماته التسلطية هذه !! ولكنها رفضت هذه الأفكار پعنف وأبت الاستماع لكلمات عقلها المړيض الذي يحاول تخريب كل شيء جميل وحين افاقت وجدت نفسها أمام السيارة ويفتح لها الباب فاستقلت بها ثم التف هو وأخذ مكانه المخصص للقيادة بجوارها !! .....
لم تتحرك من على الطاولة بجوار هدى وكانت عيناها معلقة عليه تتابعه وهو يقف مع رجل خمسيني ويتحدث معه بجدية تامة وملامح وجهه حازمة بشدة ولكن لا يهمها كل هذا هي مكتفية بالنظر إليه فقط وتأمله .. كم يبدو اليوم جذابا وكله وقار وشموخ بملابسه التي تزيده فخامة .. حيث كان يرتدي بنطال من اللون الأسود يعلوه قميص أبيض اللون وفوقهم سترته الجليدية الطويلة من إحدى درجات اللون البني الكافيه ويضعها على كتفيه دون أن يغلغل ذراعيه داخل الأذرع الخاصة بالسترة مما أعطته لمسة رجولية مذهلة كان عقلها ېصرخ بها محاولا إيقاظها من أحلامها الوهمية التي لا صحة لها في الواقع ولن تجلب لها سوى المتاعب هذا الرجل هو آخر رجل في الكون قد يكون من نصيبها أو أن تحظى بعشقه لها لهذا يجب عليها التوقف عن عشقه قبل أن تكون سببا في دمار نفسيا لها !! .
_ شافني .. شافني غبية .. أنا غبية !!
أخذت ټخطف إليه نظرات خلسة تتأكد هل ما زال ينظر ناحيتها أم لا فوجدته عاد يكمل حديثه مع هذا الرجل لتتنفس بارتياح وهي تقسم بأنها لن تنظر له مجددا أبدا إلى حين رحيلها الذي لابد أن يكون الآن قبل أن تقع في موقف أكثر إحراجا انضمت لها رفيف وهي تهتف باسمة
نظرت لها وتمتمت برقة
_ آهاا فعلا طلعت شوية من الطاقة السلبية اللي جوايا ميرسى يارفيف جدا إنك فكرتي فيا وجبتيني
نقلت رفيف نظرها لأخيها وهتفت في صوت منخفض بأذنها به شيء من الخبث ويحمل تلميحات فهمتها جيدا
_ بس دي مش فكرتي !! يعني الشخص اللي المفروض تشكريه مش أنا !
_ ممكن تبطلي تلمحياتك دي عشان أنا فهماكي كرم زي سيف الله يرحمه بالنسبالي يعني اخويا
رفعت حاجبها باستنكار على كذبها الساذج وأصدرت ضحكة مرتفعة ثم عادت تهمس في أذنها بنبرة أكثر لؤما
_ لا والله وهو أخوكي برضوا هتفضلي تتأملي فيه ومتشليش عينك من عليه إنتي مفضوحة أوي على فكرة !
ضمت عيناها بتوتر واضطراب وفورا تخلت عن محاولاتها الفاشلة لإقناعها بأنها ليست معجبة به وقالت بعفوية واضطراب
_ بجد !! يعني ممكن يكون لاحظ أو حس !
قالت مندهشة وهي تضحك بتلقائية
_ كرم مين ده اللي يلاحظ !! عارفة