الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه ندي محمود توفيق.. ج3

انت في الصفحة 14 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز


جالست المرأة المړيضة وأخذت تتحدث معها عبر كتباتها التي تكتبها على الورقة فلم تستعد صوتها حتى الآن . كتبت لها على ملاحظة صغيرة عبارة كرم ليه مطلعش معاكي أجابتها رفيف مبتسمة في حنو 
_ هو قالي إنه هيطلعلك بعد الفرح لما يجيب شفق البيت
ابتسمت ودونت على الورقة كالآتي تعرفي هو اللي مصبرني على اللي أنا فيه واللي مخليني كويسة إنه بيجيني كل يوم يطمن عليا بمجرد ما اشوفه بحس إن سيف قدامي وهو اللي مصبرني على فراقه 

قرأت ما دونته وادمعت عيناها بتأثر و وشفقة على هذه المرأة التي شقيت ألم فراق وحيدها وعزيز قلبها وقلبها ېنزف الډماء كل يوم على فراقه وتحاول إيجاده في أخيها وتلهم نفسها الصبر بتخيله مكان عزيزها فاقتربت وطبعت قبلة على جبهتها مغمغمة في نبرة تغلبها البكاء 
_ وكرم والله بيحبك جدا وبيعتبرك أمه التانية ومش بيقدر يتأخر عليكي يوم واحد من غير ما يجيلك
حضنت كفها بين ثنايا كفها ورتبت عليه بحنو ثم عادت تكتب من جديد بابتسامة متسعة ومشرقة مبروك لحسن وزين عقبالك هتفت رفيف وهي تبادلها نفس فسمات وجهها المشرقة 
_ آمين أنا وشفق يارب
ارتدت رداء بسيط من الألوان الغامقة ولفت حجابها ببساطة أيضا فوق شعرها دون أن تضع أي مساحيق جمال ثم توجهت نحو نافذتها ونظرت منها فتجده يقف مستندا على السيارة وينظر لساعة يده متفقدا الوقت ثم رفع نظره للأعلى فتراجعت هي للخلف فورا بفزع وامسكت بهاتفها تجري اتصال بجارتهم المقربة التي تقارب أمها في السن تطلب منها أن ترافق والدتها قليلا حتى تعود من الزفاف ففعلت هي على الفور وبعد دقائق أتت لهم فودعت شفق أمها وذهبت بصحبة رفيف وصعدت بالمقعد الخلفي في السيارة بينما استقلت الأخت بجانب أخيها في الأمام !! ...
ردهة طويلة والبساط الأحمر على الأرض من بداية الردهة لنهايتها وكانوا قد تأخروا على عقد القرآن والجميع ينتظرهم حتى يبدأو فسبقها كرم ورفيف للداخل التي كانت تتلفت برأسها لها طالبة منها الإسراع وبقيت هي تسير بهدوء وتتلفت حولها تحدق في هذه الردهة الفخمة والملوكية إن كانت هذه الردهة فما حال الباقي .. لحقت بهم ثم وقفت بعيدا تشاهد مراسم عقد القرآن لكل من حسن وزين والذي ما إن انتهى ارتفعت نبرة المأذون وهو يقول بارك الله لكم وبارك عليكم وجميع بينكم في خير فانطلقت التهئنات من الجميع وكانت هي تتابع ما يحدث بابتسامة بسيطة حتى وجدت رفيف تسحبها معها وجلسوا جميعهم على طاولة واحدة .
وضع حسن كلتا يديه حول خصرها وهي بدورها لفت ذراعيها حول عنقه يرقصون على الحان اغنية قامت رفيف باختيارها وتطالعه يسر بابتسامة متسعة بها شيء من الثقة ليتلفت هو حوله ثم يقترب من أذنها ويهمس ساخرا 
_ افرحي واضحكي براحتك عشان لما نخلص من الفرح المستفز ده ونروح البيت معتقدش إني هشوف الابتسامة دي على وشك تاني
لم تؤثر بها كلماته الټهديدية والشرانية بل بالعكس زادتها حماس وزادت ابتسامتها اتساعا وهي تجيبه بدورها في أذنه هامسة بثقة تامة 
_ متقدرش تعمل حاجة وأنا بقول منستعجلش ونشوف النتيجة هتكون في صالح مين في النهاية
رأت عيناه التي تحولت إلى جمرة نيران وقسمات وجهه الملتهبة وحمراء كالدم وهو يصر على أسنانه فتوقعت ما يدور في ذهنه وما يود فعله بها بهذه اللحظة لتعود وتهمس مجددا في أذنه ببرود أثار براكينه التي على وشك الانفجار 
_ ابتسم يابيبي عشان الناس مينفعش كدا !!
ثم يقترب هو ويهتف متوعدا لها بنظرة مخيفة 
_ وحياة أمي يا يسر لاوريكي اللي ميقدرش يعمل حاجة ده بس نوصل البيت
الآن الخطړ أشد بعد إن أصبحت زوجته تحاول توقع فعله إن عرف بمخططها الدنىء للزواج منه الذي لا يحقق سوى مصالحها الشخصية الأنانية كيف ياترى سيتقبل الأمر هل سيسامحها ويتغاطي عن الأمر أم أنه هو الذي سينهي كل شيء بينهم ويطلقها .. ولكنها تقسم له ألف مرة أنها حاولت مرارا وتكرارا أن تبتعد ولا تعرف ما الذي يمنعها من محادثته إلى أن انتهى بها المطاف زوجة له عليها واجبات ولها حقوق ومن أول واجباتها الأخلاص له ولكن كيف وهي حتى الآن لم تتخلص وتتمكن من نزع ذلك العشق المدنس من قلبها . أما هو فكان في ذروة سعادته يشعر بقلبه يتراقص فرحا فهي لا تدري ما مدى الفوضى التي صنعتها بداخله منذ أول لقاء بينهم وفي شهر واحد بعثرته أكثر واسقطته في وحل عميق والآن فقط أعادت ترتيب قلبه الفوضوي حين باتت زوجة له وهذا يعني لا حدود في المعاملة لا حذر لا خوف من ارتكاب ذنوب لا حرج في معانقتها وامطارها بوابل من كلمات العشق وستكون حلاله في كل شيء ولكن للأسف فمازالت حتى الآن بعض الحدود قائمة إلى حين زفافهم ودخولها منزله وهنا
 

13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 18 صفحات