الخميس 28 نوفمبر 2024

مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 11 من 124 صفحات

موقع أيام نيوز


يشاء
أما هو فقد علم طبيعة الفتاة التى أعجب بجمالها هى مرتبطة عاطفيا ورغم ذلك لا تريد أن ترسم حدودا قوية لا يتعداها الرجال معاها بل تفسح المجال لذلك فهى تمسك العصا من منتصفها وكأنها تبحث عن فرصة أخرى أيسر وافضل وفى نفس الوقت لا تريد فقد ما تملكه فعلا بيدها
جلست خلف مكتبها وهى تختطف نظرات شعواء بين الحين والاخر إلى فارس القابع خلف مكتبه فى شرود تام 

وقبل أنتهاء العمل بحوالى الساعه استأذن فارس من الاستاذ حمدى لينصرف مبكرا هو ودنيا خرج معها من المكتب وسارت بجواره فى سكون وكأنها تشعر أنه رآها ورأى ردود فعلها المتهاونه مع باسم وتصرفاته وأنتظرته ليتحدث
صمت قليلا ليستجمع كلماته والمنطق الذى سيتحدث به بكل حال من الاول كان لا يريد فقدها أبدا كان سيقرر تأجيل الحديث فيما بعد ولكنه أستجاب لطبيعته التى تكره التسويف والتأجيل فى الامور الحاسمه فقال بسرعه وقبل أن يتراجع دنيا عاوز أتكلم معاكى فى موضوع مهم
ألتفتت إليه وقد أنتشلها من شرودها قائله هه موضوع ايه
أخذ نفسا عميقا وقال 
دنيا تفتكرى ربنا راضى عن علاقتنا بالشكل ده كده
توقفت فجأة عن السير وكأنه افرغ عليها دلو من المياه البارده شعرت بمشاعر مختلطه بين الحيرة ومحاولة الاستنتاج وقالت
مش فاهمه تقصد ايه بالكلام ده يا فارس
هربت الكلمات منه حاول جمع شتاتها مرة أخرى وقال بصدق دنيا أنتى عارفه ومتأكده أنى بحبك ولا لاء
نظرت إليه تحاول سبر أغواره وقراءت ما يدور فى خلده وقالت 
أيوا متأكده ليه
وبحكم العاده أستعمل كلتا يديه فى الحديث هو يقول
دنيا أنا عاوز ربنا يبقى راضى عن علاقتنا وانا عرفت ان علاقتنا بالشكل ده تغضب ربنا وممكن يعاقبنا ويحرمنا من بعض بسبب الحاجات الحړام اللى بتحصل
حدث ما كان يتوقعه تماما وقالت بسخريه لازعه
عاوز تسيبنى وتنهى علاقتنا يا فارس لو عاوز كده قول على طول مفيش داعى للفه دى كلها
نظر لها پحده قائلا 
أنتى أكتر واحده فى الدنيا عارفه أنى مبحبش اللف والدوران وانى دوغرى فى كلامى مع كل الناس وانتى أولهم
عقدت ذراعيها قائله بنفس النبرة الساخره
أومال ايه اللى جد فى علاقتنا علشان تقولى حرام وحلال ومن أمتى يعنى
حاول رسم ابتسامه على شفتيه وهو يحاول شرح الامر بصدق قائلا 
دنيا أنا عرفت أن نظرى ليكى ووكلامى معاكى حرام وأنا عاوز يبقى ربنا راضى عننا وعلشان متفهميش غلط تانى أنا عاوز أتقدم رسمى ونكتب الكتاب على طول
أتسعت عينيها بدهشه وقالت 
أفندم تكتب الكتاببس أحنا متفقين تستنى لما نشوف التعين بتاع النيابه وبعدين نتخطب
زفر بضيق وهو يقول 
بصى بقى أنا مش عارف أنتى عاوزانى أنا ولا عاوزه فارس وكيل النيابه وانا مش هديكى فرصه تسيبينى وتمشى زى كل مره بنتكلم فى الحكايه دىلو بتحبينى وعاوزانا نكمل مع بعض باقى حياتنا زى ما بتقولى دايما توافقى انى أتقدم دلوقتى وقدامك أختيارين يأما نتخطب بس وده لحد ما تيجى تعينات النيابه ومش هينفع برضه لا نتكلم ونخرج مع بعض ولا اى حاجه من اللى كانت بتحصل واللى عرفت انها حرام ومش هعملها تانى
يا أما أتقدم ونكتب الكتاب على طول وساعتها مش هيبقى فى حاجه حرام فى علاقتنا وفى كل الاحوال هنستنى النيابه
ها قولتى ايه وخلى بالك دلوقتى الكوره فى ملعبك علشان نحدد بقى مين اللى عاوز يتهرب من التانى
شعرت دنيا بأنه اربكها ووضعها أمام الاختيارين لا تستطيع أن تختار ثالثا لانه لم يكن هناك ثالث إن كانت تريد الابقاء عليه ولكن بالتأكيد هناك أختيار ستكون فيه الخسائر أقل
حاولت ان تماطل ولكن هيهات لم يكن هناك مجالا هو يريد معرفة رايها حالا
نظر إليها بجديه وهون يقول
ياهقد كده قرارارتباطك بيا صعب عليكى
تنفست بعمق وهى تحاول رسم السعاده على وجهها وقالت
طب ممكن يا حبيبى تستنى لما أخد رأى ماما مش دى الاصول برضه
قال بسرعه وبجديه 
هستناكى تردى عليا النهارده مش هنام غير لما تكلمينى وتردى عليا ولو متكلمتيش النهارده هعرف أنك أخترتى الاختيار التالت أنك مش عاوزانى اصلا
رأت الجديه والحسم فى عينيه وهو يتحدث وهى تعلمه جيدا أنه لا يحب المزاح فى الامور الجديه ابدا ولا يقبل به ولا يخلط بينهما وهذا ما يزيده رهبة فى عينيها وهو يتحدث بمثل هذا الحسم
أومأت برأسها وهى تقول حاضر هتكلم مع ماما وهرد عليك النهارده حاولت أن تمزح وهى تستدرك قائله 
بس ماليش دعوه بقى لو أتصلت وأنت مردتش قال بجديه وهو يشير لسيارة أجره
مش هنام هستناكى ان شاالله للفجر
هتفت بها والدتها 
أنتى بتستعبطى ولا ايه هو ده اللى عارفه بتعملى أيه هو ده كلامى ليكى أنا مش قلتلك متخطيش خطوة الا لما تحسبيها كويس ده جواز يابنتى عارفه يعنى ايه جواز
زفرت دنيا بضيق وهى تقول
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 124 صفحات