رواية جوري وشاهين بقلم مريم محمد
قسۏة الحياة معها فقد جاءت لهذه الدنيا لأبوين فقيرين ..
لكنها تفوقت في دراستها بالرغم من صعوبة ظروفهم و ټوفي والدها و تركها مع والدتها دون رجل يعتني بهما و قد أتى
مرض والدتها ليحملها مسؤولية ثقيلة و لم تشكو ابدا بل قررت العمل و هي تدرس وتظهر لي لي لتشعرها بفقرها و تهينها و هي لا تستطع الرد لأنها بحاجة للمال يا رب ساعدني فقد تعبت تعبت شعرت هاله بشخص يجلس بجانبها فانتفضت لتجد باسل جالسا بجوارها نظرت اليه لترى على وجهه تعبير لم تستطع تفسيره أهو شفقة أم حزن
أراد باسل أن يحيطها بذراعيه و يمحو ذلك الحزن من وجهها و يمسح دموعها التي تتساقط كاللآلئ على خديها الرقيقين أنه يحبها نعم هذا هو الحب الذي ظن أنه لن يجدهة ذات يوم و لذلك أتم خطبته على لي لي لكنه قد أخطأ في حق نفسه عندما فكر بالأرتباط دون حب فليس هناك شيئا مشتركا بينه وبين لي لي سوى تقارب المستوى الإجتماعي و المادي يجب أن ينهي تلك الخطبة سريعا فيكفيه ما ضاع من وقته مع لي لي .. أحس بهاله تنظر اليه فقال بعد صمت طويل
هاله نظرت اليه وكأنها لم تفهم ما قاله . و لما قاله . و ما الذي يعنيه
نظرت هاله الى باسل بعينيان بريئتان و قالت
هاله أنا بشتغل عشان عندي ظروف و لولا كده مكنتش هشتغل غير لما أخلص دراستي و أتعين معيدة في الكلية.
باسل و هو الشغل عيب تعرفي ان في الدول المتقدمة كل الطلبة بيشتغلوا حتى اللي أهلهم أغنيا
هاله بس لي لي مش شايفة كده
باسل و هو ينظر بعيدا و يفكر لي لي انسانة سطحية بتهتم بالمظاهر و بس
هاله هو ده رأيك فيها!!!!!!!
باسل بصي يا هاله أنا خطبتها عشان كان لازم أتجوز و أفرح ماما و ألحق أجيب ولاد قبل ما أكبر
باسل تقصدي ايه
هاله أنا عارفة اني لسه معنديش تجارب كتير بس متهيألي عمري ما هتجوز إلا لما أكون مقتنعة بالإنسان اللي هرتبط بيه و أكون بحبه و هو بيحبني ..
باسل معاكي حق بس الإنسان الظروف ساعات بتضطره يعمل حاجات عشان يرضي المجتمع
هاله يعني نظرة المجتمع أهم من سعادة الإنسان نفسه
باسل انت لسه صغيرة يا هاله بكره الأيام هتغير أفكارك و مبادئك
هاله بإصرار انا عمري ما هتغير
باسل مش عايزك تزعلي من تصرفات لي لي أنا هعرف أوقفها عند حدها
هاله مش زعلانة خلاص و أرجوك مش عايزة يحصل بينكم أي موقف بسببي
هاله و قد شعرت بحنانه يغمرها حاضر
و اتجهت نحو القصر قائلة تصبح على خير
باسل و هو ينظر في عينيها وأنت من أهله يا هاله
و صعدت هاله الى غرفتها بينما ظل باسل جالسا في الحديقة يفكر في صغيرته البريئة .. هاله .
توجهت هاله في الصباح الى كليتها و بعد أن أنهت محاضراتها وجدت عاليا أمامها
عاليا لو لو حبيبتي وحشتيني اوي
هاله بفرح للقاء صديقتها عاليا أنا عارفة أني مقصرة معاكي
عاليا و لا يهمك يا جميل ها أحكيلي أخبارك أيه من يوم ما اشتغلتي هناك
جلست الصديقتان يتحدثان لوقت طويل و أطمأنت عاليا على هاله لكنها أحست أن هناك قصة حب تولد في ذلك القصر الكبير. ودعت هاله صديقتها على وعد باللقاء قريبا و عادت الى القصر في السيارة و حين دخلت من البوابة وجدت محمد جالسا مع السيدة كاريمان و يضحكان سويا ابتسمت هاله و اقتربت منهما و قالت
كاريمان و عليكم السلام حمد لله على السلامة يا حبيبتي
محمد وحشتيني من امبارح للنهارده يا لولو
هاله و هي تبتسم له بخجل ازيك
محمد اموت انا في البراءة ده مش هقدر اوصفلك يا طنط هاله جميلة و رقيقة أد ايه
كاريمان انا بشوفها بقلبي يا محمد
محمد وهو ينظر مباشرة الى هاله و انا بشوفها بقلبي و عينيا
كاريمان انت هتاعكسها ولا ايه يا محمد
محمد لا ابدا يا طنط بس عايز أقولك على حاجه يرضيكي لولو ميكونش عندها موبايل
كاريمان لا طبعا ده انا كنت هتجنن عليها لما سافرت لمامتها وقلت لباسل لازم يكون معاها موبايل
محمد انا جيبتلها واحد عشان نطمن عليها كلنا
كاريمان برافو عليك يا محمد
هاله بس مكنش في داعي انا كنت هشتري واحد
محمد يعني هتكسفيني
هاله مش قصدي بس
محمد خلاص طنط قالت برافو عليك يا محمد انتي بقى تقولي ميرسي يا محمد
هاله وهي تضحك ميرسي يا محمد
قدم لها محمد العلبة و قال
محمد يا رب ذوقي يعجبك
هاله وهي تفتح العلبة أكيد هيعجبني
محمد انا اشتريتلك خط رقمه حلو اوي
هاله بجد
كاريمان ابقى اكتبلي رقمها على موبايلي عشان أكلمها عليه
محمد أمسك بهاتف كاريمان و بدأ يكتب الرقم فقالت كاريمان
كاريمان ايه ده انت