الدهاشنه الجزء الثالث والاخير
من اي أمراض مزمنة.
أشار له بالنفي فقال بابتسامة مصطنعة
_كويس... هنتحرك على طول.
وأشار للممرضة قائلا
_اتفضل مع الممرضة عشان نبدأ الفحوصات.
ظل آسر محله وقبل أن يتبعها اقترب من أيان وهو يحذرة بنبرة شرسة
_متقربش من الأوضة طول ما أمي جواها فاهم!
منحه أيان نظرة متبلدة تعكس ما يشعر به في تلك اللحظة فربت بدر على كتفيه وهو يشير إليه بتأهب
أومأ برأسه ثم غادر بهدوء رغم اشتعال نظراته التي تراقبان ذلك النذل الكريه إليه.
طرق أحمد على باب الغرفة ثم ولج يبحث بعينيه عن يحيى فوجده يجلس على المقعد المجاور لفراشها وعينيه متورمة من فرط الإجهاد فاقترب وانحنى بجسده ليطبع قبلة حزينة على جبينها ثم قال وعينيه تتطلع اليها
هز رأسه نافيا
_لا لسه زي ما هي..
شفق عليه فهو الوحيد بينهما الذي يملك حربا دائمة مع الابتلاءات لذا يتمنوا ان تطرق السعادة بابه دنا أحمد منه ثم عاتبه قائلا
_كده تخبي عني اللي حصل هي دي مش أختي برضه وأمرها يهمني..
اتجهت نظراته المحطة اليه ليجيبه بابتسامة يجاهد لرسمها
انكمشت معالمه بضيق
_عريس! أنا اختي عندي اهم من الدنيا كلها يا يحيى انا فعلا زعلان منك ولولا حالتك دي أنا كنت عرفت أخد حقي منك وقتي.
ضحك وهو يعني بمقصده فابتسم أحمد هو الأخر وهو يخفي حزنه وتمزق قلبه على ما يحدث له فجذب جاكيته الملقي على الفراش ثم قدمه له قائلا
التقط منه الجاكيت ثم أعاده لمحله وهو يقول
_لا مش هتنقل من هنا ارجع انت يا احمد لعروستك ميصحش تسبها لوحدها من الاول كده..
رد عليه بتصميم
_يحيى انت مش هتقدر تقعد جنبها وأنت بالحالة دي لازم على الاقل تاكلك لقمة...
ثم ربت على يديه
منحها يحيى ابتسامة ممتنة ثم انتصب بوقفته ليمنحها نظرة اخيرة تختم معالمها بداخله قبل أن يغادر..
ظلت رواية لجوارها حتى خيم الليل بجلبابه الأسود المعتم مازالت تجلس على سجادة الصلاة تدعو وتتوسل لله أن ينجد ابنتها مما تمر به..
عادوا جميعا للسرايا فرفضت رواية الصعود لجناحها الذي يجمعها بزوجها القاسې ذو القلب الحجري من وجهة نظرها لذا قطنت بأحدى غرف الضيوف ابتعدت عنه لأول مرة منذ زواجهم لعله يشعر بسوء ما ارتكب ولكنها لا تعلم بأنه ينازع ألم لا يحتمله رجلين ألما ېمزق جسده لأشلاء وكل جزء يكبت صراخاته خلف قناع البرود الزائف فاكتفى بتحركاته السرية التي ظنها مخفية عن الجميع!
بجناح بدر
دنت من باب الجناح بخطوات مترددة حتى أنها فكرت كثيرا قبل أن تطرق ولكنها وجدته الأنسب لما تود قوله طرقت عدة مرات حتى فتحت رؤى الباب فابتسمت قائلة بترحاب
_تالين! اتفضلي يا قلبي..
وجهها التعيس فشل برسم بسمة صغيرة فقالت بجفاء
_بدر لسه صاحي يا رؤى
رغم دهشتها من تلك الحالة الغريبة التي تسيطر عليها الا أنها أشارت بيدها للداخل
_أيوه يا حبيبتي ادخلي.
ولجت تالين للداخل فاستقام بدر بجلسته فور رؤياها واستقبالها بابتسامة هادئة
_يا أهلا بعروستنا ده أنا قولت انك نسيتنا..
جلست رؤى جواره لتمازحها قائلة
_هي نسيتنا بس دي نست الدنيا مهو خلاص عبد الرحمن أكل دماغها.
بدت اليهما غير مرحبة بالمرة بالحديث وخاصة عنه فقالت بجدية تامة
_ممكن أتكلم معاك شوية يا بدر.
شعر بأنها تود الحديث معه على انفراد لذا كان ذكيا في إبعاد زوجته عن المجلس حينما قال
_معقولة تالين مجتلناش من زمان ونسيبها كده من غير واجب ضيافة.
نهضت وهي تجيبه بلهفة
_نسيت والله حالا
وتركتهما ورحلت لتعد ما يناسب استقبال شقيقتها الحبيبة فما أن ابتعدت عن الغرفة حتى تساءل بدر باستغراب
_في أيه يا تالين شكلك مش طبيعي خالص من لما ډخلتي!
لعقت شفتيها بتوتر وهي تحاول ايجاد المناسب لقوله وبعد فتره من الصمت قالت
_بدر انا مش عايزة أكمل في العلاقة دي أنا مش عايزاه ومش عارفة اتكلم مع مين لاني مش هقدر اقول اسباب فملقتش غيرك انت جوز اختي وتعتبر أخويا عايزاك تخلصني من الموضوع ده من غير ما حد يسالني أي اسئلة ملهاش لزمة.
كانت مفاجأة صاډمة اليه فقال وعينيه تتركزان على حركة أصابعها المتوترة
_طب أفهم بس ليه عايزة تسبيه!
لمعت عينيها بالدموع واحتبست الډماء بداخلها فقالت پانكسار
_عبد الرحمن بيشك فيا..
رفع حاجبيه پصدمة
_بيشك فيكي ازاي!
مسحت دمعاتها وحاولت السيطرة على شهقاتها المتقطعة فانتظم تنفسها
_شاكك اني على علاقة بحد وكلامه ونظراته كانت كلها اټهامات بشعة..
انكمشت حدقتيه پغضب
_معقول!! اټجنن ده ولا ايه.
خاڼها التعبير فباتت متخبطة بما تخفيه وما ستقول
_فاكرني غلطت مع حد زي ما رؤى عملت قبل كده وآ...
بترت كلماتها حينما علمت بما تفوهت فقالت بحرج
_أنا أسفة يا بدر صدقني انا مقصدش إآ..
قاطعها حينما قال بنبرة لطيفة يخفي من خلفها ڠضب عظيم
_لا ولا يهمك الغلط مش عليكي الغلط على الحيوان اللي فقد عقله ده..
ثم تطلع اليها وهو يسترسل
_عموما سبيلي أنا الموضوع ده متقلقيش أنا هتصرف..
نهضت وهي تودعه قائلة
_ياريت في اقرب وقت يا بدر هرجع اوضتي تصبح على خير.
ودعها بابتسامة رسمها بصعوبة
_وانتي من اهله.
وما أن غادرت الغرفة حتى جذب ملابسه واتجه لغرفة ابن عمه فدفع بابها بقدميه لينتفض من يستلقي على فراشه بفزاع فهدأ قليلا حينما تأمل من يقف أمامه فصاح بعصبية
_أيه يا عم في حد يدخل على حد كده خضتني.
احتدت نظراته تجاهه فاقترب ليقف من أمامه ليجيبه ساخرا
_لا متتعصبش سيب عصبيتك للي جاي.
واستعان بحديثه بلكمة افتكت بالاخير وطرحته أرضا فمسح الډم العالق على شفتيه ثم قال بدهشة
_أنت اټجننت يا بدر بتمد ايدك عليا!
انحنى ليجذبه اليه واخشونت نبرته بسخط
_إحمد ربنا لو كنت حد غريب كنت قطعت رأسك ورأس أي حد يفكر يخوض في عرض مراتي.
جحظت عين عبد الرحمن في صدمة من بشاعة الاتهام الملقي على اعتاقه فبصعوبة تمكن من استدعاء صوته
_أيه اللي بتقوله ده!
تركه بدر ثم كور يديه ليضعها اصبعه أمام وجهه
_عقاب اللي قولته واللي عملته كبير اوي عندي وانسى ان تالين هتكونلك في يوم من الايام.
وتركه وكاد بالرحيل فاتبعه عبد الرحمن ثم اوقفه وهو يتساءل بحيرة
_انا حصل سوء تفاهم بيني وبينها بس صدقني انا مقولتهاش حاجة عن مراتك ولا اقدر اعملها!
اشتعلت حدقتيه لسماع مبرر اقبح من ذنبا فثار به
_أنت عارف انت عملت ايه وعارف برضه أني مش هتهاون مع أي حد يمس عرضي حتى لو كان الحد ده ابن عمي.
وتركه وغادر فجلس عبد الرحمن على الفراش پصدمة مما تسبب بفعله دون قصدا منه!
اليوم يمر والأخر يلحق به ومازالت فاتن تنتظر عودة أيان للسرايا ولكنه منذ لحظة دخول