الفارس_ لدعاء عبد الرحمن _الجزء الثاني
الخاص به تحت نظر زميله نادر
الذى كان يرمقه متبرما لاستدعائها المتكرر له فى مكتبها الخاص ووجد نفسه يقول بسخريه
أتأخرت ليه يا روميو
نظر له كل من عمرو وزميلهم الثالث أحمد وقال عمرو فى أنفعال
بتكلمنى انا
قال نادر متهكما
هو فى روميو تانى هنا
ترك عمرو ما فى يده وقال له محذرا فى ڠضب شديد
أنا بحذرك تكلم معايا بالطريقة دى تانى أنت فاهم ولا لاء
شفت يا عم أحمد طبعا ما هو مسنود من فوق بقى
صاح عمرو پغضب مرة أخرى قائلا
بقولك اتكلم معايا كويس أحسنلك
حاول أحمد تهدئة الوضع بينهما ووقف يهتف بهما
ميصحش كده يا جماعه ثم نظر لنادر معاتبا وقال بضيق
وبعدين معاك يا نادر ده احنا زمايل وفى مكتب واحد يا أخى مش كده
كان فارس يجلس بمكتبه حين سمع جلبة بالخارج حرك جسده قليلا وهو يحاول النظر من الباب المفتوح امامه
فرأى رجلا يصيح بعصبيه قائلا
ده مش اسلوب معامله اومال مكتب كبير واسم كبير وخلاص وكل ده على الفاضى
ومش عارفين تخلصولى حتة قضيه يخلصها محامى صغير
هب فارس ناهضا وأثناء خروجه وجد الدكتور حمدى يدخل حجرة مكتبه ويغلق الباب فى وجه الرجل پحده
وبعض المحامين يحاولون التحدث للرجل للرحيل بسلام ودون اثارة المشاكل
ولكن كان منفعلا بشدة فلم يستجب لأحد .. حاول فارس تهدأته وعرض عليه الجلوس فى مكتبه ليتفاهم معه ومحاولة اصلاح الامر بصفته مدير المكتب ..أستجاب الرجل ودخل حجرة فارس
أهدى بس حضرتك وقولى ايه الحكايه بالظبط
هدأ الرجل قليلا ثم قال متهكما
ابدا يا سيدى حتة قضيه شرعى صغيره قد كده يخلصها اى محامى صغير ..
جيت للدكتور بتاعكوا وقلت اسم وسمعه وهيخلصها قوام قوام لقيته بيرمى الملف
قام فارس بتهدأته مره أخرى ثم قال
ورينى كده الملف ده
أعطاه الرجل الملف .. استند فارس لظهر مقعده وهو يقلب فيه سريعا ثم قال بأستغراب
والدكتور رفض القضيه ليه دى قضية طلاق عاديه جدا
قال الرجل متهكما
ايوا يا سيدى اديك قلت قضية طلاق عاديه جدا ..
مال فارس للأمام وهو يتفحص الرجل وقال بجديه وهو يتكأ بمرفقيه على رجليه والملف بين يديه
ولا حاجه ...طلقت مراتى وراحت بيت ابوها بالعيال ..رفعت عليا قضية نفقه ليها وللعيال ومؤخر بقى وقايمه والذى منه
حثه فارس على المتابعه قائلا
وبعدين
ولا قابلين ..واحد صاحبى ليه تجربه فى الموضوع ده قبل كده ...شار عليا أنى لو قلت عليها انها ماشيها بطال وجبت شهود وأدله على كده كل حقوقها هتسقط ومش هيبقى ليها حاجه عندى غير نفقة العيال بس
قطب فارس جبينه بشدة وقال مستفهما
وأنت فعلا عندك شهود على كده
ضحك الرجل بسخريه ثم قال
أهم مرمين على القهوه قدام المحكمه مش لاقين شغلانه ..كل واحد عشرين جنيه و تحفظه كلمتين وخلصت خلاص
شعر فارس بالډماء تغلى فى راسه ولكنه حاول ضبط أعصابه والتحكم بها وهو يقول
شهود زور يعنى !!!
زور ولا مش زور المهم الوليه دى متخدش منى حاجه الا بمزاجى
صمت فارس قليلا ثم قال بعد تفكير
وتقبل أن مراتك أم عيالك سمعتها وشرفها يبقى في بؤ كل واحد شويه وانت عارف ومتأكد أنها ست شريفه وكل ده علشان ايه ..علشان خاطر أنت مش عاوز تديها حقوقها اللى ربنا أمرك بيها وأستحلتها كزوجه بعد ما وافقت عليها ومضيت على كده
زفر الرجل فى ضيق وهتف به
بقولك ايه يا استاذ انا مش جاى هنا أسمع مواعظ ..هما كلمتين هتظبطلى القضيه دى ولا مش هتعرف ...
ثم اردف بسرعه ..
ولو وافقت ليك عليا هتعامل معاك من بره بره من غير الدكتور بتاعك ما يعرف وأتعابك هتبقى ليك لوحدك ...ها قلت ايه
أبتسم فارس وهو يقول
قلت أن حضرت مقرتش اليافطه اللى على المكتب بره كويس ...ده مكتب محاماه مش شقة دعاره
نظر له الرجل بدهشه وقد بدت علامات العبوس على وجهه فتابع فارس قائلا
أه والله مش مصدق ولا ايه ...ماهو أنا لو وافقت على اللى بتقوله
يبقى مراتك دخلت عندنا شريفه وطلعت من عندنا مشيها بطال ...تبقى شقة دعاره ولا لاء
ثم هب واقفا وهو ينظر للرجل بأحتقار وقال بهدوء
أتفضل حضرتك شوفلك حد تانى يلوث سمعة مراتك ولو كمان كسبت القضيه تبقى علمت على عيالك انهم ولاد حرام وفضحتهم قدام الناس كلها وضيعت مستقبلهم وكمان بقى عندك بنات شوف مين اللى هيبصلهم بعد كده...
بس خلى بالك أنت كده بتقذفها فى شرفها وكمان بشهود زور...يعنى حسابك عند ربنا مش بس عقۏبة القڈف لالا دى كمان شهاده زور وتحريض على شهاده الزور ...
ثم غمزله بعينيه وهو يقول
يعنى حسابك هيتقل اوى يا باشا وبلغة القانون الوضعى ..أعدام ...والاعډام بتاع الاخره .. على جنهم عدل بس ده بقى يا حلو مالوش نهايه ..عرض مفتوح يعنى
ظل الرجل ينظر لفارس ويحدق به وهو يتحدث حتى أنتهى من حديثه ثم جذب الملف من يده وهو يشعر بالتوتر من كلماته والارتباك وقال متلعثما وهو يغادر بسرعه
أنا مش فاهم مكتب محاماه ده ولا جامع
أنصرف الرجل وجلس فارس خلف مكتبه وهو يضع راسه بين كفيه قائلا باسى
لا حول ولا قوة الا بالله معقوله توصل للدرجادى
دخلت دنيا مسرعة وقالت بلهفه
أيوا كده يا فارس هو ده الشغل ..ها ظبطت الراجل وهتشتغل انت القضيه دى لحسابك صح ..
رفع رأسه إليها وهو يقول بحزن
لاء طبعا يا دنيا اصلك متعرفيش الراجل ده كان عاوز ايه
قطبت جبينها وقالت پغضب
ليه يا فارس ليه دى فرصه جات لحد عندنا كنت هتطلعلك منها بكام ألف
أبتسم ساخرا وهو يقول
حتى لو كانوا كام ألف حرام
صمتت وهى تنظر إليه بدهشه ودخلت نورا لتخبره أن الدكتور حمدى يطلبه ولكنه لم ينتبه لها وهو يقول
الراجل طلق مراته وعاوز يدعى عليها انها ماشيها بطال علشان ميديهاش حقها لاء
وكمان هيجيب شهود زور على كده ..وهز رأسه متهكما وهو يقول
لاء ويقولى خد القضيه لحسابك ... فاكرنى على اخر الزمن هاكل حرام
صمتت دنيا تفكر فى كلماته فبرغم شعورها بالحنق تجاه رفضه للقضيه الا أنها لم تستطع أخفاء شعورها بالأعجاب تجاهه ..
لم تكن هى الوحيده التى أعجبت به بل كانت نورا ايضا التى كانت تقف تنظر إليه بأحترام شديد ..
حانت منه ألتفاته إليها أنتزعتها من أفكارها وقالت بسرعه
الدكتور حمدى عاوزك فى مكتبه..وأنصرفت على الفور
نظر فارس الى وجه الدكتور حمدى فوجده مازال محتقنا بالډماء من كثرة غضبه وأنفعاله فقال
أهدى يا دكتور الراجل مشى خلاص
قال الدكتور