الجزء الثالث والاخير لسوما العربي
طبعا... مافيش اى فارس احلام بيعمل كده دايما بيصبر عليها لحد ماتتزف له بالفستان الأبيض قدام الكل.
عامر _ماهى الروايات دى الى مقندله عيشتى.. ابقى فكرينى امنعها تدخل البيت خالص... حبيبتي انا اصلا زباله واخلاقى زفت.. ومش هصبر عليكى كتير.
كانت عينيها متسعه من وقاحته لكنها اتسعت اكثر وهو يكمل مبتسما بخبث ووقاحه_على سيرة الفساتين بقا.. بعد العشا ابقى البسيلى الفستان اياه بتاع مدريد.
والجميع ينظرون لهم بخبث وفرحه خصوصا الجدة تشعر أخيرا براحه كبيرة.
الكل يرى عامر جديد.. لايستطيع اخفاء لهفته على تلك الصغيرة ابدا.
_____________________________
فى مكان آخر
على طاولة عشاء رومانسيه فى أفخم المطاعم
جلست هديل بفستان احمر راقى.. تضع شعرها على كتف واحد بحرج أمام عادل الذى ينظر لها بصمت وهيام كأنه يحفظ كل ملامحها... ثوانى وتحدث بحب_هديل انتى حلوه اوى.
ابتسم على خجلها الفطرى والذى تقريبا انعدم ولم يعد يراه... يقسم بأن يترك حياة الليل والا يضيعها من يده فهى هبه بكل ما تعنيه الكلمة.
تحدث بدون مقدمات قائلا _هديل... انتى مافكرتيش انا ساعدتك ليه
ابتسمت ابتسامة جميله وقالت _عشان شهم وزوق.. شكرا بجد.
صمتت پصدمه فقال _انتى عجبانى من اول ما شفتك وعايز اتجوزك.
اتسع فمها مع عينها وهى تغازل بتلك الطريقة الفجه ولكن هذا هو عادل وتلك هى طريقته.
_____________________________
جلس كارم لجوار نهى والتى تزحزحت قليلا تبتعد عنه.
تزحزح هو الآخر يلتصق بها ثانية.. فتزحزحت تبعا.
كارم وهو يراقص حاجبيه_بابا ايه يا نونتى مابقيت انا بابا خلاص... احنا كتبنا الكتاب وعلينا الجواب.
فتح الباب فى تلك اللحظه على مسرعيه يدخل منه فاروق والدها ينظر له پغضب وهو يجده يجلس كتفا لكتف جوار ابنته فتمتم كارم _سلاما قولا من رب رحيم.
وقف سريعا يقول _شوف ياعمى.. انا والله ما عملت حاجة هى اصلا مش مديالى فرصه... دى عامله زى القطر.
رفع فاروق رأسه بشموخ يقول _طبعا مش بنتى.. تربيتى.. بنت ابوها بصحيح.
كارم _طب جوزونا بقا الله يكرمك.
ابتسم فاروق قائلا _خلاص اخر الاسبوع.
ثم اكمل يحدث نفسه پجنون وهو يلملم اشياءه يستعد للذهاب متمتما_ياااااه.. أخيرا هتتجوز ياواد.. هتتجوز.
خرج من عندهم وفاروق يضم إبنته لحضنه يقول _عاجبك على ايه ده.......
الفصل الواحد وثلاثين
ايام مرت علي الجميع وهى تتبع معه أبشع الطرق.. تثيره وتبتعد.. الا تعلم كم ېقتله الشوق كل ليله.
تراه ېحترق فى الدقيقة مئه مره وتبتسم بانتصار وتشفى... فرصة عمرها وأتت عند قدميها كى ټنتقم لكل تلك السنوات.
كل الايام التى عانت بها منفردة وهو لا يعلم حتى.
اما عند توفيق
فهو يجلس الآن باحد المطاعم الفاخرة... ورغم كونها فاخرة حقا الا انه بصق من فمه اول قطرات تناولها من تلك الشوربة الساخنه.
رفع صوته ينادى على اول نادل مر من أمامه يقول بتقزز_ايه الزفت الى انتو جايبنهولى ده
النادى _الشوربة الى حضرتك طلبتها يا فندم.
نوفيق_دى شوربة دى ولا زفت على دماغك ودماغ الى مشغلينك.
زم النادل شفتيه يحاول ابتلاع الإهانة قائلا بدبلوماسيه_ارجوك يافندم وطى صوتك انت فى مكان محترم.
سياسه الفتى فى الرد جعلت عنجهيته المعتاده فى الضغط على الضعيف تعلو... ضړب مقدمة الطاوله بيده محدثا صوت عالى وقال _محترم... ده مكان محترم ده... انا عايز المدير.. فين مدير المخروبه دى.
جاء صوت أحدهم من الخلف يسير بهدوء ورصانه يرتدى ثياب مهندمه تصرخ بالفخامه يتقدم بتمهل.. على مايبدو كان يتابع الموقف عن بعد فتحدث بكبر قائلا _خير يا فندم.. ايه شكوة سعادتك.
نظر له توفيق واهتز قليلا من مدى الثراء الواضح عليه... لكنه لن يبالى... رفع صوته مجددا يقول پحده_دى شوربة دى.. ده زفت تقدموه.
ابتسم الرجل يضم شفتيه.. ابتسامة تدل على استيائه من طريقه الحديث وقال _بس احنا هنا مش بنقدم زفت... ممكن سيادتك بكل هدوء تقول شكوتك واحنا نحلها حالا... الزبون دايما على حق ودى قاعده.. بس مايصحش ابدا الزبون يعلى صوته فى مكان مليان ناس بالشكل ده.. حضرتك اتفضل مشكورا قول ايه المشكله بالظبط وتتحل فورا.
توفيق _بقولك دى مش شوربة اصلا.. ده مش اكل يتقدم لبنى ادمين انت مابتفهمش.
نظر له الرجل صامتا ثم بإشارة صغيره من يده تقدم ثلاث رجال ضخام الچثة وحملوه يلقونه خارجا.
كان محمول على اكتافهم يصيح وېصرخ بهياج_انت اټجننت.. انت عارف انا مين.. انا الباشمندس توفيق جاب الله... ده انا هوديك فى ستين داهيه.. اوعوا سيبونى.
فى غضون دقيقة وجد حاله ملقى أرضا پعنف... لا يصدق ما يحدث معه.. لقد عاش كم من الذل والمهانة لم يتعرض لها مسبقا... بيته كومه قمامه... ثيابه مهمله لا يستطيع تنظيفها.. يحيا على طعام الشوارع... ضعف الكثير من الكيلوجرامات بعدما كانت الحيويه تقفز من وجهه.
شرد قليلا يتذكر نجلاء وطعامها..
عقله كشريط السينما يسترجع عدة مشاهد متعاقبة.
بيوم يعود من عمله وهى تركض تخرج صينية البطاطس الساخنه من الفرن.. تحترق احد اصابعها من تلامسها لها صانعة بقعة مقفعه ينظر لها بتقزز واشمزاز قائلا _ايه القرف ده
نجلاء بتعب وحرج من نطرته الدونية لها_اتلسعت وانا بطلع الصينية من الفرن.
توفيق على نفس حالته _وده منظر.. اكل ازاى معاكى وتمدى ايدك في نفس الأكل_____
يوم آخر
يجلس على الطاوله بعدما سكبت له صحن الشوربا وذهبت سريعا تجلب باقى الأطباق وهو يجلس سلطان زمانه يرتشف اول ملعقه.
على الفور القى مابيده صارخا _انتى يا ست هانم.. مافيش مره تعملى الاكل عدل.. لازم كل مره اټسمم.. جتك الارف عليكى وعلى عيشتك.
وغيرها وغيرها من الذكريات.. يتذكر انه دائما ماكان يكمل طعامه بعد صراخه هذا وبعدما تنغلق شهية تلك المسكينة.
اسند راسه على احد اعمدة الإنارة بجواره يتنهد بحسره_ااااااه.. فينك وفين ايامك يا نجلاء واكلك الى كان زى الفل.. فضلت وراكى لحد ماطفشتك.
بحسره شديده ظل يسترجع كل تلك الأيام متتممها برفضها له وتفضيلها لرجب عليه
وفى مكان آخر
بشقة نجلاء كانت تضع اخر الصحون على الطاوله وتلتفت مبتسمه تنادى زوجها_رجب... رجب.. يالا عشان تتغدى.
كان يجلس يتابع التلفاز ريسما تنتهى هى... كل مره تناديه باسمه ينشرح صدره ولا يعرف لما.. ربما لأنه للان لم يصدق ان حلمه تحقق.. وأنها بالفعل زوجته.. يجمعم بيت واحد ويشاركها نفس الغرفة.. ونفس الهواء... بينهم حياه روتينية كاى زوجين وليست حلم صعب المنال بل هى الان تعد له الطعام وهو يجلس ينتظرها... يعلم ويطمئن بأن لهم ايام معا... ست البنات التى لطالما راقبها وهو يجلس امام محله تقف فى شرفتها.. او تخرج للسوق... يشاهدها فقط من بعيد موقنا انها حلم صعب تحقيقه... أصبحت له.. زوجته.. صنعت له طعام ساخن دسم... تناديه الان باعتياد كأنهم معا منذ سنوات.. وهو بكل روتين وحب استقام يذهب لها.
وضعت له الشوربا