للقدر حكايه سهام صادق
يريدها الا محتاجه لمأواه
لما اجيلك بكره نشوف حكايه الشغل ديه
قالها ثم أغلق المكالمه سريعا بعدما شعر خطوات من غرفه مكتبه.. لتفتح الباب امرأة ذو جسد ممتلئ
انت لسا صاحي ياعزيز
............................
وقف في شرفه غرفته ينفث دخان سيجارته بشرود.. عقله لم يرحمه من تخيل مشهدها وهي ينتظرها ذلك الرجل الذي لم ينساه قط والان أصبح صاحب معارض سيارات ذي سيط وسمعه ولكنه يعلم مصدر تلك الأموال
لسا بتفكر فيها ازاي
تذكر حسرة والدته عليها بعد رفده من الداخليه
كان اپشع شئ يدمر رجلا مثله
الحب كلمه من حرفان ډمرت كيانه ومازال الذي بين اضلعه يحن
اغمض عيناه بقوه.. مازالت جميله رغم هزلانها وشحوب بشرتها
صوت أنفاسه اخذت تتعالا وفكرة لم يتخيل نفسه يوما انه سيفعلها وما كانت الفكره الا التلاعب بقلب احداهن ولم تكن الا ياقوت من وقع عليها الاختيار
لم يتبقى على انتهاء اجازتهم الا يومان... وهم مازالوا بنفس النقطه طيله اليوم تستمتع هي بأجواء احد الجزر اليونانية وبالليل لا يكون منها الا الهروب او المشادة بالحديث
تأمل انبساطها وهي تأكل المثلجات وتقف امام السور المحاوط للمطعم المطل على مياه البحر
كان الهواء يداعب وجنتيها التي توردت تلقائيا بفعل الهواء.. قلبه أصبح عجيبا الان بدء يشتهيها ويرغبها بطريقه مهلكه
الاجازه بتخلص اتمنى انك تكوني اتبسطي
هتف بمغزي فرأي تعبيرات وجهها تغيرت للسعاده
مبسوطه طبعا ياشهاب
فأحتقن وجهه من عدم شعورها بما يعتريه... واسند ساعديه على السور الذي أمامه واحاطها بجسده
رمقت الفتاه التي لم تتخلى عن التحديق به فأرادت ان تتلاعب قليلا
ليه بس مش مبسوط... اليونان طلعت تحفه عقبال كل عيد جواز ياحبيبي
ضاقت عيناه من تلاعبها فرد بصفاقة ليست جديده عليه
عيد جواز مين هو انا شوفت جواز اولاني عشان نقول عيد جواز
ضحكت من قلبها على انفعاله.. تعشقه لأبعد حد ولكنه هو من علمها كيف تصبح بخيلة بمشاعرها
واردفت وهي تداعب انفه بأصبعها
يامعشوق النساء
قضم اصبعها بفمه لتتأوه بآلم خاڤت
معشوق النساء عايز مراته تحن عليه... وهي قمر وحلوه كده
كان متلاعب لأبعد حد بحديثه ولكنه كان بالفعل يراها تزداد جمالا وقبل ان يكمل عباراته الناعمه التي تفقدها صوابها
آيس كريم جميل.. اللى ياكل لوحده يزور ياحبيبي
..................................
ولكن سعادتها لم تدم وهي تستمع لحديث والدتها المعترض على ذهابهم لبيت شقيقه يوم وصوله
هو مين المفروض اللي يروح لمين يامهاب.. انا وانت عارفين ليه فؤاد عايزانا نتجمع عشان يعلن الخطوبه رسمي
هتفت سلوى حانقه من بدايه الحكايه التي لم تسلتطفها الي الان
وفيها ايه ياسلوي ده بيت اخويا واحنا رايحين زياره عادي استنكرت سلوى الحديث ولوت شفتيها ممتعضه
خلاص روح انت اما انا وبنتي لاء.. لحد ما يجي ابن اخوك يطلب ايد بنتي رسمي في بيتنا
فرت هناء هاربه وهي ترى والدتها تنهض من فوق مقعدها بعدما حسمت الحديث لينظر مهاب في اثرها ولم يتقبل حديثها الا لأقتناعه انها على حق
...............................
اغلقت غرفتها عليها وألتقطت هاتفها تبحث عن رقم ياقوت التي كانت عائده من عملها منهكه..صدح رنين هاتفها الذي اخرجته للتو من حقيبتها
ارتسمت السعاده على
شفتيها وهي تجد رقم هناء يضئ على شاشته
مراد راجع بعد اسبوع من الصين يا ياقوت
كانت السعاده جالية على صوتها لتهتف ياقوت ضاحكه
مش ده مراد اللي كنتي بتقوليلي امبارح انك هتقولي لعمو مهاب مش عايزه ترتبطي بي
ضحكت هناء على حديثها
بصي هو قدامه فرصه واحده معايا لايجي يخطبني رسمي لكل واحد يروح لحاله
جلست ياقوت على فراشها تضحك على كذبه صديقتها
هناء انتي متأكده من كلامك ده
اماءت هناء رأسها بثقه وكأن الأخرى أمامها ترى حركت وجهها ثم اردفت بثقه زالت سريعا عن صاحبتها
هحاول يا ياقوت... ادعيلي إنتي بس اتجوز مراد
وسرحت بحالها ترتدي له ثوب الزفاف
بحبه اوي يا ياقوت... لما هتحبي هتعرفي ازاي الحب بيخلي الواحد اهبل في نفسه
هتفت هناء عباراتها الاخيره حانقة من حالها... لتتقبل ياقوت كلمتها بقلب لم يعرف الحب إلا لشخص اختار صديقتها الهائمه ب ابن عمها الوسيم صاحب الأعين الرماديه التي ورثها عن والدته المتوفاه
..................................
قادها برفق نحو احدي الطاولات كي يجلسون لحين تنهي شقيقتها بعض مشواريها الهامه... أزاح لها المقعد ثم أجلسها عليه
مرتاحه كده
تحسست مها المقعد ثم وضعت يداها على الطاوله المستديرة
شكل المكان هنا هادي ومفيهوش دوشه
ثم اردفت بعادة احيانا تختنق منها ماجدة
ممكن توصفلي المكان ياشريف
ابتسم وسحب المقعد المقابل لها
بصي ياستي
ارتكزت جميع حواسها نحو صوته الذي بات يشعرها بالأمان واستمعت لوصفه... انتهى من وصفه الدقيق لتبتسم له ثم مدت كفيها نحو وجهه تسأله
ممكن ملامحك
................................
استمع للمكالمه بأنصات محركا رأسه بسخريه وهو يستمع لما يخبره به احد رجاله
عزيز أخذها لاحد شقاقه التي كان يقابل بها بعض العاھړات.. ويذهبها إليها ليلا متلصصا يحمل بعض الأكياس .. يومان مروا على خروجها علم فيهم انها لم تخرج من البناية التي اصطحبها لها عزيز
أنهى المكالمه واتكئ بظهره فوق مقعده بأسترخاء ثم طالع الوقت متذكرا قدوم ياقوت لاكمال اسئله صديقتها الصحفيه
فحرك رأسه بمقت مما هو يجهز حاله عليه
للأسف يا ياقوت انتي المناسبه للعبه ديه
................................
ابتسمت صفا بتعب لتلك السيده التي جلبها لها عزيز لخدمتها وضعت أمامها الحساء السخنه وقد عصرت عليها الليمون
شكرا ياست عليا... تقدري تمشي انتي
طالعتها السيدة عليا ثم حركة رأسها معترضه
عزيز بيه موصيني عليكي يابنتي ومقدرش امشي غير لما يقولي
وانصرفت لتتركها تنعم بحسائها الساخن.. نظرت صفا لطبقها ثم مالت برأسها للخلف تشعر بالشوق للقائه
قريب اوي هجيلك ياحمزة... هجيلك وهتسمعني وتسامحني
.......................................
خطت بقدماها داخل الشركه التي أتت لها مسبقا ولم تكن الا شركه الحراسات..جاءت قبل موعيدها بعشرة دقائق.. هتفت لحالها وهي من غرفة مكتبه
الحمدلله اني مكنتش صحفيه.. ربنا يسامحك ياسماح
خطوه وراء خطوة سارتها الي ان أصبحت أمام غرفه مكتبه المغلقه التي قضاها اليها مدير مكتبه
ف أصبحت تعلم أنه لا يفضل السكرتيرات بعمله
ووقفت بالغرفه تبحث عن بعيناها... لتتعلق عيناها بمكان خروجه.. يبدو وكأنه انعش وجهه وشعره ببعض الماء البارد
ازرار قميصه العلويه كانت مفتوحه وقد تخلي عن سترته.. الماء اخذ ينساب على طول
اتسعت حدقتيها پصدمه ممزوجه بأنبهار فطري وهي تجده يقف أمامها بتلك الهيئه العابثه.. قلبها اخذ يخفق پعنف
لعنت داخلها مقال سماح وقبولها بالشرط لتكون هي الوسيط بينهما
اطرقت عيناها أرضا تلوم نفسها على تحديقها به ولكنه كان اليوم غير اي يوم رأته فيه لا تعلم الفرق ولكنه أصبح مختلفا وايضا وسيم.. حضوره بعدما كان يرعبها بات يشتتها
جيتي في ميعادك بالظبط
خرج صوته اخيرا بعدما حدق بساعه يده يطالع الوقت.. فأخرجها من حاله الصمت المطبق
وتابع بتلاعب وابتسامه أصبحت تراها على وجهه
هتغيري نظرتي عنك ياأنسه ياقوت
أصابتها الدهشه فلطفه عجيبا عليها واردف بما زاد سرعة دقات قلبها
ولا اقولك يا ياقوت من غير ألقاب
يتبع بأذن الله
الخامس والسادس عشر
خفق قلبها مع كل خطوة كانت تخطوها لغرفة مكتبه.. صوت حذائها تناغم مع دقات قلبها بلحن الماضي الذي عبق رائحته فؤادها.. شريط من الذكريات سار امام عينيها بلمحة خاطفه
حب لهفة اول لهم كانت هي المبادرة فيها
أصبحت اقدامها في عرينه.. عيناها وقعت عليه بشوق وابتسمت
وهي تري اثر الزمن على ملامحه ولم يزيده الزمن الا رجولة ووسامه
كانت تتابع اخباره وصوره عن طريق وردة رفيقتها بالسجن ولكن رؤية ملامحه صوب عيناها شئ اخر
دقيقه مرت اتبعتها اخري وهي عارفة في تأمله وهو قابع خلف مكتبه لا يعيرها اي اهتمام حتي انه لم يرفع عيناه نحوها
برودة احتلت كامل جسدها وهي تراه يقلب في الملف الذي أمامه دون أن يخاطبها بأي كلمه وكأنها أمامه كالهواء لا رؤيه لها
بللت طرفي شفتيها بتوتر جلي فوق ملامحها وهتفت بنبرة خافته
لو مش فاضي اجيلك وقت تاني
رفع عيناه نحوها خلسه ثم عاد يسلط عيناه على الأوراق التي امامه
اتفضلي اقعدي يامدام صفا.. ثواني وهكون معاكي
الكلمه جثمت على قلبها فأدمته فقد علم بزواجها الذي لم يدم الا يومان وبعدها قټل زوجها ووالدها في مداهمه
بين الشرطه واصبحت هي المدانه بقضيه التورط في تجارة المخډرات التي تم ضبطها في قبو المنزل المسجل بأسمها
عماد زوجها الماكر لم يرحمها وهو حي ولا بعد مامته واصبحت في النهايه سجينه تحمل اسم والد وزوج من تجار المخډرات
تقدمت بضعه خطوات من احد المقاعد ونظرت اليه ثم جلست وهي لا تعرف من اين تبدء الحديث معه.. كانت تعد لذلك اللقاء قبل إطلاق سراحها من مسجنها ولكن اليوم كل شئ قد ذهب ولم يبقى على طرفي شفتيها الا الجفاف
أغلق الملف الذي كان يدققه ورفع عيناه نحوها يرسم ابتسامه جامده على ملامحه ثم استرخي بجسده فوق مقعده
خير يامدام صفا
هتف عبارته ببروده اثلجت روحها... يداها تشبكت ببعضهما فأخذت تفركهما
صحيح حمدلله على السلامه
صوته اللامبالي ضغط على آلامها ولكنه تعذره..استنشقت الهواء المختلط برائحة عطره وتعلقت عيناها به
انا عارفه انك پتكرهني ياحمزة... بس انا كنت زيك ضحيه صدقني واه اخدت عقاپي
ابتسامه لزجة أجاد رسمها فوق شفتيه ومال للأمام قليلا ينظر لها وكأنه يخبر قلبه ان سحرها عليه قد انتهى وتحرر من آسر عيناها
كره ايه اللي بتتكلمي عنه
بصيص من الأمل رسم أمامها وهي تسمعه ينفي عنها شعور الكره واردف بباقي عباراته
شعور الكره ده نقوله لناس حاسين اتجاهم بحاجه
صدمها حديثه ولكنها اليوم أخبرت قلبها الصمود حتى يعود اليه الحبيب
حمزة انا مستعده اتحمل اي عقاپ منك...قلبي لسا بيحبك
ضحكه صاخبه صدحت بالغرفه فنهض من فوق مقعده يطالع عيناها المرتكزه عليه
حب ايه يامدام صفا اللي بتتكلمي عنه... الحب ده وفريه لنفسك
نهضت تعتذر عما مضى
انا اتظلمت زيك والله.... مكنتش فاكره انهم بيستغلوا في صالحهم بعد ما قولتلهم اني مش هكمل في لعبتهم ...
يداه وقفت حائل بينهم...ارتسم التقزز على قسمات وجهه
بكت بحرقه لعلها تثير استعطافه
اديني فرصه تسمعني
تجمدت ملامحه پقسوه هو يعلم انها صادقه بأنها ضحيه مثله ولكنها كانت ضحېة الجبن والخضوع... لن ينسى انها شاركتهم في لعبتهم... دمائه كان يسير بها ذلك المخدر اللعېن... كان يعشق مذاق القهوه من منزلها
يسأل نفسه كلما صنعت له والدته او شقيقته لما تلك القهوه الوحيده التي تجعل الصداع يزول من رأسه والحقيقه التي لم يحب لليوم تذكرها هو أنه كان
مدمن
ادخلته عالمهم بلعبه رسمها لها والده.. ضابط له مستقبل يعمل في مكافحة المخډرات قادته يتنبئون له بالمستقبل المبهر
واللعبه أصبحت حقيقه فسقطت في حبه ولكن هل أصحاب اللعبه نسوا ان يجروه لهم...