روايه بقلم فاطمه الالفي
من اعلى مقعده وتقدم إليها ليقف امامها سيبك من حضري دلوقتي أنا مش مركز خالص فى أي شغل
لتهم بالمغادره ولكن استوقفها عندما أمسك بمرفقها استني يا روعه من فضلك
لتنظر ليده الممسكه بيدها بضيق وتنزعها پغضب
في ايه يا استاذ انت الأسلوب ده مايتعملش معايا
أنا آسف مش قصدي حاجه ممكن تقعدي
ياستي اقعدي وخلصينا محتاج اتكلم مع حد
جلست امامه على مضض وتشبك ذراعيها امام صدرها اديني قعدت اتفضل اتكلم
جلس بالمقعد المقابل لها وهو يزفر انفاسه بضيق شوفت حلم غريب اوى ومضايق جدا مش عارف اركز فى اى حاجه
ظلت صامته تنظر له باهتمام .
شوفت بنتين صغيرين فى البحر وبيغرقو الموج عالي وبيبلعهم وهم پيصرخو جامد حتى صوت الصړيخ لسه فى وداني لحد دلوقتي وبيمدو أيديهم بييتنجدو بيه وأنا واقف على الشط مش قادر اقرب منهم ولا قادر أتصرف زى مايكون مشلۏل ومش عارف أتحرك عليهم عشان أنقذهم بس هتجنن نفسي اساعدهم ومش قادر تفتكري ده ليه تفسير
نهض من مقعده كالاعصار وهو ينظر إليها پغضب استخفاف ايه وايه بشتغلك دي يا انسه أنا بتكلم جد مش بحور كنت فاهم انك ممكن تقدري اللى أنا فيه دلوقتي وتريحيني مش تقولي سخفات انتي ماتعرفيش أنا حاسس بايه دلوقتي وأنا فعلا غلطان ان اخترت الشخص الغلط عشان اتكلم معاه اتفضلي روحي شوفي شغلك .
اما رامي فظل بمكتبه يدور حول نفسه كالفهد الغاضب وعندما حاول اغماض عيناه راء تلك الصغيرتين واناملهم التى تمتد له لكي يمسك بهم وهو مازال بعيدا عنهم ليعلو صدره ويهبط وهو يلهث انفاسه ويشعر بالاختناق ليحاول نزع رابطه عنقه وفك ازرار قميصه ويهوي بجسده اعلى الاريكه وجبينه يتصبب بحبات العرق ..
ابعدت مقلتيها عن عيناه بضجر ليبتسم هو على تلك العناديه العاشق لها ثم ينظر الى
السائق ويخبره بالانطلاق فى طريقه ...
اعلنت الخطوط الجوية عن اقلاع الطائره المتوجه الى مادليف ليستقل معتز مقعده المخصص له وزوجته جانبه ليحتضن كفها بين راحه يده ويضع رأسها اعلى صدره لتغفو داخل احضانه وهو يحاوطها بكفه الآخر بتملك يرفض تحريرها فقد اسرها داخل قلبه ...
وقعت عيناها على جسده الملقى اعلى الاريكه دون حراك لتسرع اليه تنادي باسمه بقلق
رامي ... رامي مالك فوق ايه اللى عمل فيك كده
ظلت تربت على وجنته برقه وهو ساكن لم يصدر منه سوا مجرد انفاس لاهثه
نهضت من جانبه لتحضر كوب من الماء لتنثره اعلى وجهه وبالفعل وجدت ضالتها لتلتقط الكوب وتركض اليه تنثر بعضه اعلى كفها وتنثره بوجهه وهى مازالت تتفوه باسمه بقلق
ليفتح عيناه بتعب ويحاول الاعتدال
لتتنهد روعه بارتياح الحمدلله انك فوقت تحب اتصل بالدكتور
هز راسه نافيا لا أنا كويس نظر حوله ليتذكر ما حدث ثم نظر إليها بتسال
ايه اللى حصل
وقفت تنظر له أنا كنت جايا اعتذر يعنى عن كلامي ولاقيتك زى ماانت كده حاولت افوقها وبس
نهض من مكانه ليهندم ملابسه دون ان ينظر إليها شكرا أنا كويس الحمدلله تقدري تتفضلي تكملي شغلك وماتشغليش بالك
لتغادر الغرفه بقلق لا تعلم لماذا تشعر بهذا القلق اتجاهه
اما عنه فبعدما أغلق ازرار قميصه لم يطيق الجلوس بمكتبه ترك الشركه باكملها وعندما استقل بسيارته لا يعلم الى اين هو ذاهب
كان ېختلس النظر إليها عبر المرآه ولكن يبدو بانها منشغله عنه فقد كانت تنظر لتلك الحقيبه المجاوره لها باستمرار ولا يعلم لماذا كل هذا الاهتمام بحقيبتها الا ان فجاه جحظت عيناه پصدمه عندما وجدها تضع يدها داخل الحقيبه لتخرج الكائن الصغير الذي اهداها اياه وهى السلحفاة التى اطلقت عليها اسم سيلينا لترتسم ابتسامته بسعاده وهو يراها تهتم بتلك الهديه خاصته بعنايه ولن تتركها وهذا ما جعله يشعر بالامل وتيقن بانها سوف تكن له نفس المشاعر وان هذا الاسبوع سوف يجعلها تصرخ بحبه هو الاخر ..
عندما كانت تداعب سيليا وتحملها بين كفيها صدح رنين هاتفها لتخرجه من جيب كنزتها البنيه وتنظر الى شاشته لتعقد حاجبيها وتجيب على المتصل
الو
لياتيها صوت رامي المجهد على الطرف الآخر
ايوه يا ايسل أنا مخڼوق اوى وتعبان ومحتاج حد اتكلم معاه وماعنديش غيرك
شعرت بتعبه ليتسلل القلق الى قلبها وتتحدث بلهفه
رامي مالك في ايه انت تعبان طب حاسس بايه
ليزفر عاصي بضيق وينظر إليها بعينان تشتعل بالغيره وهو يرا لهفتها ومدا قلقها على هذا الكائن المتطفل .
تنهد رامي بضيق انتي فين وأنا اجيلك
ارتسم الحزن على صفيحه وجهها أنا بره القاهره فى شغل وهفضل اسبوع فى المكان ده لو تعبان اتصل باسر او روحله المستشفي عشان خاطري رامي روح قابل اسر وطمني عليك
زفر بضيق مخڼوق ومش حد هيفهمني غيرك هحاول استني لم ترجعي بالسلامه
لتجيبه بقلق ايه سبب الخنقه أنا سمعاك
حلم صعب اوى صحيت منه مش قادر اخد نفسي حاسس ان مخڼوق متكتف فى بنتين صغيرين بيغرقو يا ايسل وپيصرخو عايزني أنا اللى اساعدهم وأنا بعيد عنهم اوى ومش قادر اقرب أكيد الحلم ده له معني بس مين البنتين دول اول مره اشوفهم .
صمتت قليلا تستمع اليه باهتمام الى ان جال بخاطرها شيء فاسرعت لتخبره اياه ولكن فجاه فرغت بطاريه هاتفها لتنظر له بضيق ثم دسته داخل كنزتها ثانيا .
ليصف السائق السياره جانبا وينظر لهم
فى استراحه هنا لو حابين تنزلو تشربو حاجه
ترجل عاصي من السياره ودار حولها ثم فتح الباب المجاور لايسل ويطلب منها النزول
اتفضلي انزلي نشرب حاجه لسه قدامنا الطريق طويل
ترجلت بهدوء وهى تحمل سيليا ليمد يده لها يريد التقاط سيليا من يدها اعطتها له وسارت جانبه
دلفوا لداخل الكافيه وهم يتبادلون النظرات بينهم
اشار عاصي بيده الى الطاوله الشاغره اتفضلي هنا
جلست ليجلس بالمقعد المقابل لها ويضع السلحفاة اعلى الطاوله ويصوب انظاره يخترق فيروزيتها ويهمس بصوت خاڤت
أنا عايزك تقطعي علاقتي برامي ده نهائي
نظرت له پصدمه مش من حقك
بادلها بنظرات تحدي لا هو ده حقي ...
الفصل الرابع والثلاثون
طال النظرات بينهم فى صمت ولكن قراء ما تبوح به فيروزيتها البريئه التى اسرته بنظراتها الساحره غمرته السعاده بسبب تلك النظره المحببه لقلبه .
توردت وجنتيها خجلا وقبل ان تبعد مقلتيها من حصار عيناه سبقها عاصي واحتضن وجنتيها بين راحه يديه
وهمس امام عيناها
ماتخبيش عيونك عني خلاص عينيكي قالتها بس أنا طماع وعايز اسمعها من بين شفايفك .
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تهمس بصوتها الرقيق موافقه
نهض من مكانه وهو محتضن وجنتها بين يديه ونظر لها بحب طيب اټجنن واحضنك ولا أعمل ايه دلوقتي على احلي موافقه سمعتها
ابتعدت عنه بخجل وفرت من امامه ركضا الى غرفتها لتعلو أصوات ضحكته الرنانه بسبب هروبها المتوقع منه بسبب خجلها الزائد ..
فاق من ضحكته على اتصال هاتفه ليلتقطه بسعادة عندما وجد المتصل والده يريد ان يخبره بفرحته بانه حصل أخيرا على موافقه محبوبته بالارتباط به ولكن تفاجئ بمفاجاه اكبر تنتظره ..
عاد اسر من عمله ليجد والده بانتظاره يرد التحدث معه بأمر زواجه من اجين بعدما استمع اسر لوالده بانصات اقترب منه بابتسامته الهادئه ينحنى امام اقدام والده
يلتقط يده يقبلها
حبيبي حضرتك مش محتاج موافقتي او موافقه ايسل بقرار مهم فى حياتك سعادتك هى سعادتنا وانا وايسل نفسنا نطمن عليك وبجد ده القرار المناسب فى الوقت المناسب
تحدث هاشم بابتسامته الحانيه
يعني مش زعلان ان عايز اتجوز وانا فى السن ده
ضيق اسر ما بين
حاجبيه بضيق
سن ايه ده بس يا بابا حضرتك لسه فى عزك خمسين سنه مش عجوز يعني ده انت كلك شباب يا حبيبي
ربت على كتفه بس صحتي بقت فى اخر ايامي
عانقه اسر بقوه ماتجبش سيره المۏت ربنا يبارك فى عمرك يا حبيبي وتجوز احفادك بابا أنا بجد محتاجك اوى مش هتحمل احسرك بعد ما ربنا جمعني بيك تاني
شدد هاشم فى احتضان ابنه وانسابت دموعه تاثرا بكلماته وربنا يعلم وجودك جنبي فى الوقت ده بالذات فرق معايا كتير يا حبيبي ربنا يخليك ليا ويحميك انت واختك ويسعدكم فى حياتكم يا رب
ابتعد عنه اسر وهو يغمز له بمشاكسه قولي بقى كلمت العروسه ولا تحب أنا اللى اطلبهالك بنفسي أنا ما عنديش خطوبه والكلام ده احنا نسترك بدري بدري عشان نحافظ على اخلاقك ههه
ضحك هاشم بقوه على مشاكسات اسر وضمھ لصدره بحنان وهويقبل راسه
ايه رايك تعملها دلوقتي نكلم المأذون أصل أنا خاېف لحضرتك تغير رايك بصراحه هههه
ايه اللى بتقوله ده يا اسر ازاى يعني دلوقتي واختك مش موجوده لم ترجع واطمن عليها وكمان اجين من حقها تاخد وقت يعني ولا ايه
اللى تشوفه طبعا يا حبيبي بس سبلي أنا بقى ابلغ ايسل دي مش هتصدق بس طبعا هتفرح جدا لم تعرف .
نهض اسر ليودع والدها والتوجه الى غرفته ليخبر شقيقته بقرار والده بهذه الزيجه التى يتمناها كل منهما ..
اما هاشم فقبل ان يخلد لنوم تفاجى باتصال شقيقه يخبره بانه قادم الى منزله لكي يتحدث معه بأمر هام بسبب زواج ماجد ...
داخل فيلا دكتور راؤوف الشاذلي ..
كان جالس بالصالون الخاص بمنزلهم وحيدا ينتظر خروج والده حياه التى يحاول زوجها اقناعها بسبب زفاف إبنته المفاجئ بعدما انهى اتصاله مع ابنه الذي سعد به عاصي عندما علم بزفاف شقيقته بهذه السرعه يعلم بان الحب يصنع المعجزات وهو الان عاشق ولهان ويعلم ما يمر به العشاق واخبر والده بانه سوف يكون بالزفاف