الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه كامله مكونه من 14فصل

انت في الصفحة 1 من 47 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الأول 
في قصر واسع ينم عن الرفاهيه التي أمتلكها أصحابه... 
جلس بدر الجمال مشدود الوجه متجهم وكأنهم يغرزون وتدا بقلبه أمام المأذون الذي كان يعقد قرانه على كتلة الغرور ذات الخصلات الڼارية تلك الفتاة التي يكرهها ويمقت كل صفاتها أيسل الرافعي... 
ظل يراقب ملامحها عله يجد بها حزن او إنكسار ولكنها كانت ثابتة هادئة تحمل بريقا غريبا لا يدري مصدر توهجه أهي السعادة ام القهر المكتوم ولكن على أي حال تبدو صامدة ليس وكأنها اجبرت على هذه الزيجة !!...

عاد بذاكرته لذلك اليوم الذي طلبت فيه والدتها أن يتزوج أبنتها...
فلاش باك
قولي يا ست فاطمة شغل إيه 
قالها بدر بتركيز مسلطا سوداوتاه على السيدة الحنون التي ربت أيسل بعد أن وجدتها شريدة في الشارع دون أهل...! 
تنهدت فاطمة متفحصة كامل هيئته.. بدءا من شعره الاسود الغزير الناعم وسمار بشرته الرجولية الحادة.. هبوطا لجسده الطبيعي بالنسبة لرجل في منتصف الثلاثينات من عمره..! 
ثم قالت بنبرة عملية جافة
انا كنت عرفت في مرة إنك عليك ديون وتقريبا أنت بتحاول تسدها صح 
اومأ برأسه على مضض دون رد.. وعاد ينظر لها بأعين تنبض حدة قبل أن يسألها
وده إيه علاقته بالشغل اللي حضرتك قولتي عليه 
قالت دون مقدمات
مهو الشغل ده إنك تتجوز أيسل وفي المقابل هساعدك تسد ديونك لازم تكتب كتابك عليها وإلا بنتي هتضيع مني أهلها اللي رفضوا يقابلوني زمان عشان ياخدوا بنتهم اللي تاهت جايين دلوقتي لما شافوها يفتكروا إن ليهم بنت كبيرة وحلوة عشان يشغلوها معاهم في الكباريه المقرف اللي هما شغالين فيه وبيهددوني يجبولي البوليس ويقولوا اني خطڤاها من زمان لما كانت طفلة 4 سنين ! 
لم يبدو لها بدر متأثرا كثيرا إذ ظل محافظا على جفاف ملامحه من شتى التعبيرات... 
لتتابع بنبرة حملت توسلا خاڤتا
ماقداميش حل غير ده ساعتها حتى البوليس مش هيقدر يعملهم حاجة
رفع بدر كتفاه معا وقال مستنكرا بنبرة أجشة
حضرتك ماشاء الله مش ناقصة فلوس وممكن أي حد من معارفك يخلصلك الحوار ده!!
هزت رأسها نافية بشيء من اليأس
ها قولت إيه هتساعدني وأساعدك وهيبقى مجرد كتب كتاب وجواز ظاهري بس لمدة قليلة جدا ! 
ثوان من الصمت مرت ولسانه ثقيل بحروف تتنازع نزعا للخروج من بين شفتاه المشدودة بقسۏة وهو يبتسم ساخرا في استنكار
ويا ترى الهانم الصغيرة عارفة إنها هتتجوز نجار بيجي يشتغل في القصر بتاعهم 
زفرت مطولة بعمق.. وببسمة حانية على ذكر سيرة أيسل أردفت بهدوء
متقلقش أنا بعمل ده لمصلحة أيسل وهي هتفهم ده كويس
نهضت مقتربة منه تربت على كتفه برفق ثم لانت نبرتها كثيرا وهي تخبره
خد وقتك في التفكير يا بدر وحقك ترفض بس افتكر إن أنا محتاجة مساعدتك 
اومأ بدر موافقا برأسه ثم نهض يعدل من ملابسه مغمغما بصوت أجش
بعد اذنك يا ست فاطمة
ثم غادر بصمت تام تتابعه فاطمة بعيناها... ذاك الرجل منذ أول يوم رأته وهو يثير إعجابها بشخصيته الرجولية الجذابة المنغلقة... الغريبة الحازمة ! 
يبدو كجوزة الهند قاسېة خارجيا ولكنها لينة.. لينة جدا من الداخل...
وبما أن مدللتها الصغيرة تعشق الصعوبات والتحديات لم تجد سوى ذلك الجلف لتعجب به وهو الذي لا يعيرها أدنى اهتمام..!!
عودة للواقع
صوت المأذون الهادئ نجح في إنتشاله من عمق الذكريات وهو يقول
اتفضل حضرتك امضي 
وبالفعل أمسك بالأوراق متنهدا بقوة لينهي كل شيء... هو قد قرر وانتهى الامر..!
وما إن إنتهت مراسم كتب الكتاب حتى صدحت الزغاريد عن بعض العاملات بالقصر..
فتنفست أيسل بصوت مسموع مغمضة عيناها... من المفترض أن تكون سعيدة... لقد أصبحت زوجة الرجل الذي زار أحلامها مرارا وتكرارا ليزيدها تيمما به.. وفي ذات الوقت يؤلمها قلبها لأنها تتزوج بتلك الطريقة وبسبب الاشخاص الذين هم من المفترض أهلها فما عادت تشعر بأي شيء وكأن كل شعور ناقص فلم تعد تستطع ترجمة أي شعور..!!!
غادر المأذون والشهود لينهض بدر شامخا برأسه يهتف بخشونة
أنا هاخرج شوية يا ست فاطمة اظبط حالي زي ما اتفقنا
تمام وشكرا يا بدر 
قالتها فاطمة ثم اومأت برأسها موافقة بقلة حيلة وهي تراقب ملامح أيسل التي تشنجت وكأن احدهم يعتصر قلبها بقبضة الغيرة الدامية..! 
رفعت فاطمة رأسها تلحق ب بدر قبل أن يغادر لتردف بهدوء
طب اقعد أنت وأيسل الاول يا بدر عشان لو عاوزين تتكلموا في أي حاجة 
دقيقتان تقريبا استغرقهم بدر في التفكير ليومئ برأسه متقدما من أيسل التي كانت تضع قدم فوق الاخرى وتنظر لأصابعها المتشابكة بصمت.. ليخترق صوته الرخيم عزلتها وهو يخبرها
يلا !! 
بالفعل نهضت بهدوء قاټل تتقدمه متوجهة نحو احدى الغرف الفارغة دلفت هي اولا وهو خلفها ثم جلست أيسل على الكرسي تضع قدم فوق الاخرى كعادتها دون أن تلحظ تلك العينان السوداوتان التي تراقبها مستنفرة
من تلك الحركة التي ترجمت له على نحو الغرور !!..
جلس هو الآخر أمامها ليبدأ بدر كلامه هاتفا بصوت أجش ثابت وعيناه تلتقط نظراتها المستكينة بخواء غريب...
اولا ده وضع مؤقت اجباري وهيعدي لكن لازم نحط النقط على الحروف عشان الوقت ده يعدي بدون مشاكل.
اومأت أيسل برأسها وملامحها تنبض بالتساؤل قبل لسانها وهي تردد ببرود
عارفه كل ده ادخل في الموضوع على طول يا بدر 
إستفزه برودها وحدتها فراح ينتقد أول شيء يرفضه تماما في ذلك المزيج الغريب من الهدوء والرقة والحدة
اولا اللبس الضيق ده تنسي إنك تلبسيه طول ما إنتي على ذمتي
قال كلامه مشيرا للبنطال الضيق الذي ترتديه فأومأت هي برأسها ساخرة بتلقائية
طبعا طبعا أومال.
أنا مش بهزر ومفيش داعي للبواخة والسخرية دي!
غمغم بها بحروف مشدودة بالڠضب فظهرت ابتسامة ساخرة على وجهها وإندثر خواء عيناها وتلك الغيرة الهوجاء تبعثره محتلة ساحة عيناها لتستطرد بشراسة
أنت مايخصكش أصلا ألبس إيه الكلام ده تقوله للهانم اللي بتحبها اللي مش قادر تستنى على بعدها وعايز تجري تروحلها وكتب الكتاب معداش عليه ١٠ دقايق! 
ثم نهضت والغيرة تتبلور في نظراتها الشرسة لتتابع محاولة الٹأر لكرامتها
وياريت تفضل فاكر الكلمتين اللي أنت لسه قايلهم ده وضع مؤقت إجباري
كادت تسير لتتخطاه ولكن يده حالت دون ذلك فقبض على ذراعها بقوة يوقفها ناهرا إياها بسيل من الغيظ تدفق بين حروفه
انتي عارفه انا كام سنة انتي ٢١ وانا ٣٣ ياللي مبتحترميش كبير ولا صغير ! 
ايه يعني ١٢ سنة مش حوار
تمتمت بها ببرود حافظت عليه فنظر لها من أعلاها لأسفلها متجاهلا استفزازها ليتابع بصوته الأجش
ولما تكوني بتتكلمي مع حد لازم تتعودي تحترميه وخصوصا جوزك أنا مش موظف عندك يا هانم هترميلي كلمتين وتمشي!! 
رفعت حاجباها ساخرة باستنكار باندفاع وحدة غير مقصودين
فعلا متأكد من الحتة دي 
كان متيقنا... ستظل طيلة تلك الفترة اللعېنة تذكره أنه النجار الذي يعمل في خدمتهم...! 
ضغط بيده على ذراعها أكثر وهو يحدق فيها... لمحت تلك الإهانة تنحر كبريائه بين أغوار عيناه التي أصبحت أشد ظلمة وقسۏة....!
ففتحت فمها تحاول التبرير بحروف مشتتة ونظرة عيناه تشعرها أنه ذئب يعج عويله نظراته ولا يغادر حنجرته
أنا... آآ يعني بص أنا كنت..... 
فخرج صوته هادئا وكأن الكون يخلو من أي اصوات سواه وحادا وكأنه شفرة لامعة
إنتي واحدة والدتها كانت مفكره إنها كده بتدلعها وبتعوضها لكن هي في الحقيقة فشلت في تربيتها !! 
تناثر

انت في الصفحة 1 من 47 صفحات