الفصل الاخير للكاتبه منى ابواليزيد
تسمح له بالدخول
خطو بخطوات للأمام ألقي مرمي بصره عليها عينيها حمراء منتفخة وجهها أصفر اللون يظهر على كيانها الإرهاق والتعب قال بلهفة
جوهرة
كان طوق النجاة الصدر الحنين الذي ربنا أرسله لها لم تردد ثانية في هبوط دموعها أمامه قالت پبكاء
بابا.. بابا يا أصيل
لو يستطيع أن يأخذه في عنقه كان فعل دون تردد اكتفي أن ينحني بجسده نحوها حفرت ملامحه بالقلق عليها قبل أن ينبض بلسانه
هزت رأسها بالنفي وقالت باعتراض
لا مش كويسة بابا ماټ وأتحرمت منه
الكلام لا يجيب نتيجة في تلك الحالة مر بتلك التجربة اللعېنة مع أقرب ناس لقلبه أهله زوجته وأبنه ذاق مر قلبه من جديد عادت ذكرياته القديمة تخرج من الخانة تمالك نفسه قدر الإمكان وقال بوهن
هتتعودي تعيشي
صړخت فيه دون إحساس لمشاعره
أزاي وأنا حياتي بقت سوده من غيره
دلوقتي فهمتي إن لما بنختار اللون الأسود مش بيبقي بمزاجنا بيتفرض علينا
ليه
نطقت پألم يسيطر عليها بينما رد عليها بقسۏة
عشان دنيا لعينة بتحرمنا من الأشخاص المهمين في حياتنا
عبرات تهبط على وجنتيها كحبات المطر الغزير ردت من أعماق قلبها
رده كان لغز عليها فشلت في فهمه خاصة نبرة صوته ونظراته كان ينتفض من داخله حقا
بتتعودي على البعد زى ما أنا تعود على بعدهم على رغم من الظلم اللي تظلمته
نست كل شيء ركزت في حروف التي ألقاها لسانه دون قيد
مين دول
اقتلع قلبه من مكانه وهو يبوح لأول مرة لها سر الذي أرادت معرفته طول بقائها معه قال بۏجع
صمت لبرهة ثم صاح عاليا باندفاع
لا مش مقتولين مدبحوين پسكينة
صدرت صړاخ رغما عنها وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها قالت پصدمة فرشت وجهها
بتقول إيه
ندم على إطلاق لسانه تلك الكلمات أخرج نفسا مطولا رفض أن يبوح أكثر ركز على حوارها فقال على الفور
يلا نشوف الإجراءات اللازمة عشان والدك الله يرحمه
أصيل بتعمل إيه هنا
نظر إليها أخرج تنهيدة من صدره قبل أن يتفوه
والد جوهرة ټوفي واتصلت بيا عشان أجيلها ملهاش حد مش هينفع أسيبها هنا
لااااااااا أزاي ده حصل
هز كتفيه بعدم المعرفة أطلق للسانه تأكيد الحركة والتعبيرات التي ملئت وجهه
معرفش حاجة عن أذنك عشان نخلص من الموضوع ده
وضعت إبهامها في فمها قضمت أظافرها ترددت كثيرا أن تبوح بكلمات لها دلالات كثيرة داخلها يرتعد من التوتر قالت بوهن
شرحوا الچثة
وقف كالتمثال لبرهة استدار بوجهه نصف استدارة رمقها بنظرات يكسوها الصدمة قال باندهاش
بتقولي إيه
ردت عليه قبل أن ترحل من أمامه لا تريد أن تدخل في مناوشات كثيرة
زى ما سمعت أنا هقدم استقالتي وهساعدكم بس أسمع مني خلي جوهرة تشرح الچثة أكيد هتلاقي مناطق في جسمه مفتوحة عن أذنك
حك وليد وجنتيه بعد ما سمع حديث حمزة له بات عقله مشتت لفترة من الوقت قام مندفع من مكانه لم يبدي أي رد فعل سوي حديثه
تعالي معايا
حاول ألحاق به أمسكه من ذراعه لكي يكف عن الحركة وزع بصره عليه باندهاش وقال متسائلا
رايح فين كده
رد عليه بجمود
لازم نعرف حياة حنان كانت عامله أزاي من ياسمين
ابتسم بسخرية على سذاجة صديقه قرر أن يسير معه على خطته ليثبت له أنه صعب الوصول إليها فقال بابتسامة متصنعة
وهتعرف أزاي عنوانها
ظهر الارتباك على تعبيرات وجهه وقال بتلعثم
ما هو يعني.. من الأخر بحاول أكلمها بس مش مستجابة معايا قافلة الموضوع
ربت على كتفه بقوة إلي حد ما قال بشراسة
سيبك بقي من الحب ولفلفة وركز معايا في إن لازم نعرفها وننقذ حنان أكيد في خطړ
ركب كلاهما نفس السيارة حتى استقرت أمام بيت قديم إلي حد ما ترجل وليد من السيارة تأمل البيت جيدا وقال بتأكيد
هو ده البيت
ترجل حمزة هو الأخر حرك بصره على البيت أندفع قبله للداخل قال دون أن ينظر له
يلا ندخلها
طرق حمزة الباب انتظر حتى فتحت له الباب قوس فمه بابتسامة على ثغره حين شاهدها وهتف بنبرة رسمية
أزيك
عقت مرفقيها أمام صدها كست ملامحها بعدم الرضا قبل أن تثور عليهما
أنتوا أتجننتوا أزاي تيجوا هنا
رد حمزة عليها ببساطة
عشان حنان
أومأت رأسها بالموافقة لتؤكد استيعابها للموقف على الرغم من هذا أصدرت اعتراضها الذي اجتلي ملامحها قبل ان تنبض به بلسانها
ماشي بس ممكن في أي كافيه أنا ساكنة في مكان شعبي وألسنة الناس مش بترحم خصوصا لو حاجة تخص حنان بعد اللي عمله طليقها
مرت دقائق قليلة كانوا يلتفوا حول طاولة من ثلاث أفراد
كل منهما