الجامعه
دا إحنا عشرة عمر بصيلي يا مريوم
رمقته سريعا ثم أخفضت بصرها فأردف
أنا قولت لعمتي نكتب الكتاب علطول مش هستحمل أنا ظوابط الخطوبه دي
لم تنبس بحرف ولم ترفع رأسها فأردف
قالو زمان السكوت علامة الرضا
أردف متخابثا
وأنا مش بصدق الجمله دي وهطلع أقولهم انك مش موافقه
ابتسمت مريم ورفعت رأسها لتنظر إليه فعقب مردفا
عقبت وهي تنظر إليه
أنا موافقه يا نوح لأني مش محتاجه فترة خطوبه عشان أتعرف عليك
رفع يده لأعلى قائلا
يا فرج الله أخيرا نطقت
نظر لها متفحصا وأردف وهو يغمز بغينه
بس حلو اوي الفستان دا
ابتسمت قائله بحياء شكرا
أخرج هاتفه والتقط لها صورة بدون إذنها لم تظهر ملامحها لأنها كانت تنظر أرضا وجميع أعضاء جسدها في وضع الإنقباض فهتف
وقف أمامها وابتسم وهو يغير وضعية الكاميرا للأماميه قائلا
بصي هنا بقا
والتقط الصورة وهي تنظر له مبتسمه بحياء حدق بصورتها قائلا بحب
قمر هينور حياتي قريب
ابتسمت بحياء ولم ترد فقام ووقف أمام باب الغرفه وهو يقول بمرح
سمعينا زغروده يا عمتي خلي الفرحه تملى البيت
وتملى حياتي
اتفقوا على إتمام الخطبه وكتب الكتاب في خلال إسبوع والزواج بعد شهرين أو ثلاثة بعد الإنتهاء من تجهيز الشقه والإستعداد للزواج...
_______________________________
وفي اليوم التالي كانت فرح على وشك الإقتراب من موقف سيارات الأجره لتحضر محاضراتها لكن أوقفها صوت ذالك الطفل الذي يجلس على الدرج أمام بوابة بيته هتف بنعومة وبراءة مصطنعه يخفي خلفها كثيرا من المكر والدهاء وقال
كان طفلا بملامح بريئه يبدو أنه لم يتجاوز السبعة أعوام كان واضعا كلتا يديه على وجنتيه ومبتسما اقتربت منه فرح حتى وقفت أمامه مباشرة وانحت لمستواه قائلة بحنو
يا قمر... محتاج إيه يا حبيبي
ابتسم الطفل ونكس رأسه لأسفل بخجل مصطنع قائلا
كنت محتاج مساعده بسيطه
ربتت على كتفه قائله بحنو
قول يحبيبي محتاج إيه!
ركض الطفل لبوابة بيته وهو يقول بضحكة ساخره
وقعت فيها هههههههه شربت المقلب
انشغلت فرح بتنظيف زجاج نظارتها لترتديها وتستطيع رؤيته بوضوح اڼفجر الطفل بالضحك وأخرج رأسه من البوابه قائلا
علفكره دي مايه البيبي بتاعي بول
صړخت باشمئزاز فضحك الطفل بصخب ثم أحكم إغلاق بوابة بيته وتركها تصرخ بخفوت وهي تملس على ملابسها المبتله بنفور وتصيح
ياد يا ابن ال....
مسحت وجهها بكلتا يديها وهي تقول بتقزز
يعععع ماية بيبي
سرعان ما نظر لها الطفل من نافذة بيته وهو يضحك قائلا
مټخافيش يا عمتو دي مايه من الحنفيه
لم ينتظر ردها ودخل ثم اغلق النافذة أما هي فضړبت البوابه بيدها وهي تصيح
متربوا عيالكم بقا
رأت نافورة مياه بالقرب منها ففتحتها وغسلت وجهها ثم مسحت ملابسها وهي تقول بنزق
هروح الكليه ازاي دلوقتي!
قررت أن تعود لبيتها لتبدل ثيابها وبالفعل سارت بضع خطوات إلى أن رأت كلبا يقابلها من بعيد فاستدارت مرة أخرى تقوس فمها لأسفل كطفل يوشك على البكاء وهي تغني
أنا رايح فين أنا راجع تاني
قررت أن تذهب لجامعتها بتلك الهيئة فضلا من أن تمر بذالك الكل..ب فيته..جم عليها سارت وهي تردد بغض...ب
دا زحمة القاهره أرحم بكتير من كلاب الريف وأطفال الريف وماية ال.....
لم تكمل جملتها ووجدت حالها ترقد بالوحل بعد أن انزلقت قدميها بتلك المياه المسكوبة أمامها تاوهت وصاحت وهي تجلس بالوحل
لا دا أنا أكيد فيه حد بيدعي عليااااااا
اعتدلت واقفة ونظرت حولها
متمنية ألا يراها أحد بتلك الحاله لكن يا لحظها المشؤم! خرج يوسف أمامها وكأنه قد ظهر من العدم فهو أخر شخص تتمنى رؤيته الآن وقف أمامها بهيئته الجذابه يرمقها بنظرات متعجبه قطب حاجبيه قائلا باستفهام
إيه إلي عمل فيك كدا!
نظرت لفستانها الأسود الذي تلطخ بالطين ويدها التي تحول لونها للأسود وابتسمت ببلاهه وهي ترفع كلتا يديها وتبدل نظرها بينهما وبين يوسف معقبة بسخرية
فعلا يا محلاها عيشة الفلاح!!!
ابتسم يوسف على سخريتها ونظر لها متفحصا ملابسها المتسخه وهو يقول
إنت اتبهدلتي خالص!
لوت شفتيها لأسفل وهي تنظر لكلتا يديها وتنظر للكلب الذي يقف حائلا بينها وبين عودتها للبيت ثم نظرت ليوسف قائلة بصوت يوشك على البكاء
عديني من الكلب عشان أروح لأمي بالله عليك
______________________________
وفي المساء جلس يوسف مع والدته وأخته لفرز ما تبقى لإكمال جهاز أخته نظر ليسر قائلا بجديه
شوفي يا حببتي لو عايزه أي حاجه أجيبهالك
عقبت يسر برضا قائلة
لا يا چو تسلم إنت جايبلي كل حاجه بزياده
تنحنحت
يسر وسألته للمرة العاشره على التوالي
مش ناوي تقولي مين المحظوظه إلي ربنا جعلك من نصيبها
وكالعادة قبل إجابة السؤال يقاطعه شيء قاطعه طرقات على باب شقته