الجمعة 29 نوفمبر 2024

مزيج العشق كامله

انت في الصفحة 67 من 79 صفحات

موقع أيام نيوز


يكفيها أفكارا السلبية، لعل هذه الأفكار هي سبب الكوابيس التي بدأت تراودها بعد سفر أدهم.
كما أنها أصبحت في الآونة الأخيرة عندما تكون وحيدة في الليل، تحاول ألا تكتم داخلها شوقها إليه، بل تلبس ثيابه قبل النوم وترش عطره المفضل حتى تشعر بوجوده معها، ربما هذا يريح قلبها قليلًا، وتبعد عنها تلك الكوابيس المرعبة.

نظرت للأمام بطيف ابتسامة وهي تقف أمام المرايا، ورأت نفسها في قميصه الأبيض، الذي وصل إلى بعد منتصف فخذها بقليل.
قالت بضحك علي حالها: بتصرف زي الحراميه وبستخدم حاجاته من وراه.. بس عادي مين يعني هيشوفني بالقميص ؟
ثم أضافت بنبرة مقهورة بعد أن نظرت إلى ساعة هاتفها: ماشي يا ادهم الساعة بقت 11 بليل ولحد دلوقتي ولا سألت فيا..
اردفت بسخرية: هو فيه عشاء عمل لحد دلوقتي..
ثم تحدثت مع نفسها بعناد، ناظرة إلى انعكاس صورتها في المرايا: طيب انا بقي مش هستناك وهروح اجيب اللي انا عاوزة من بيت عمر.. مش هفضل معطلة نفسي بسبب سيادتك وانت بقالك اسبوعين ولا سائل فيا
ثم ذهبت إلى الفراش وأطفأت الضوء بحيث لم يكن هناك سوى ضوء خاڤت بجانب السرير، ثم تمددت وأخذت الوسادة بجانبها لتمسك بها وتضمها إلي صدرها، لتظل تفكر قليلًا وبعد ذلك ټغرق في نوم عميق بسبب الكثير من التوتر والتفكير.
نهاية الفصل السابع والثلاثون

الفصل الثامن والثلاثون ( إفصاح وصفح ) مزيج العشق
داخل فندق في باريس
ادهم بهدوء: ايوه يا مالك
نظر مالك إلى الساعة ليجد أن الوقت قد تأخر، وقال بقلق: ايه يا ادهم حصل حاجة معاك

ادهم بتنهيدة: لا انا كويس.. انت عامل ايه
مالك بتساءل: الحمدلله تمام.. انت مش خلصت اللي كنت رايح عشانه هترجع امتي
فرك ادهم ذقنه بتفكير وقال بصوته الرخيم: لسه مش عارف.. طمني ايه اخبار الشركة؟
ابتسم مالك بخبث: الشركة ولا اللي في الشركة
زفر ادهم وقال بضجر: بطل رزالة ورد علي قد السؤال
تغيرت نبرة مالك قائلا بجدية: هي كويسة وامور الشغل معاها تمام جدا بس دايما بتسألني عليك
ثم اضاف بحيرة: انت ليه بتعمل معها كدا
أغلق جفنيه متعبًا قائلًا بهدوء: خد بالك منها ولو احتاجت حاجة تنفذها فورا
ابتسم مالك بسخرية وقال بسأم: بتتهرب ماشي..
ثم أردف: بالحق قبل ما انسي هي هتروح بعد يومين لڤيلة عمر
فتح عينيه وابتسم پغضب متفهمًا حركتها العنيدة قائلًا ببرود: طبعا عشان ادواتها تمام.. لازم اقفل دلوقتي يلا سلام
قال مالك بقلة حيلة من تقلبات لابن عمه الدائمة: سلام
رمي أدهم الهاتف بإهمال على السرير بجواره، يفكر في وضعهما، يحاول كبح شعوره وأن لا يتبع رغبة قلبه المشتاق إليها.
فما كان سفره إلا لأنه ظن أنه يحاصرها بحضوره، لذا قرر البقاء بعيدًا لفترة مؤقتة، ليجعلها ترتب أفكارها المشوشة، ثم يعود لترتيب الأمور بينهما.
بعد مرور يومين
في فيلا عمر البارون
دخلت كارمن إلى المنزل، لكنها شعرت بالغرابة والحيرة، كيف يمكن أن تشعر أنها غريبة في ذلك المنزل الذي كان منزلها، وعاشت فيه لأكثر من عامين من حياتها.
ابتسمت كارمن بدهشة من تغيرات المصير اليوم، هذا المنزل الذي تشاركته مع عمر والذي جمعها معه تحت سقفه ذكريات كثيرة، أصبح شيئًا من الماضي في حياتها.
بينما تعيش الآن في الحاضر مع آخر شخص كان من الممكن أن يتوقعه عقلها، وربما ما كان يمكن أن يخطر ببالها ابدا، والعجيب أن هذا الحاضر أصبح محور حياتها، ولا تتخيل أبدًا أن مستقبلها سيأتي بدونه، وهذا ما تخشي منه منذ سفره، لكنها لا تستطيع الاعتراف حتى، لنفسها لأنها خائڤة جدًا من هذه الأفكار.
...: مدام كارمن
إنتبهت علي كلماتها وقالت بهدوء: نعم
ابتسمت الخادمة بإحترام: كنا بنسأل حضرتك نبدأ منين النقل


طردت كل تلك الأفكار التي شغلت عقلها منذ أن دخلت هنا لتقول بجدية: تعالو معايا هنبدأ بالحاجات اللي فوق الاول
بعد أن مرت ساعتين
كارمن: الو يا يسر
غمغمت يسر بينما تأكل الفشار: ها لاقيتيه ولا لسه
كارمن بنرفزة: يا بنتي اهمدي شوية في زحمة وكركبة هنا جامدة.. عشان كنت ناسية اماكن الادوات وفضلت ادور علي الكتاب فوق مش لاقياه
يسر بضحكة: مش مهم اي حاجة غير الكتاب
تمتمت كارمن بغيظ: اضحكي اضحكي دا اللي فالحة فيه.. انا مش عارفه اركز من زنك عليا
تنهدت يسر بملل وقالت بتحذير مزيف: خلاص هسيبك بس انا بحذرك اوعي ترجعي من غيرو
كارمن: كتبت قائمة بكل حاجة هجيبها واول حاجة كتابك.. بس ناسية هو فين هدخل دلوقتي مكتب عمر يا زنانه واشوفه
قوست يسر شفتيها وقالت بحزن متصنع: كدا يا كوكي انا زنانه
قالت كارمن بضحكة: لا ماتزعليش خليني اخلص واكلمك.. ماقولتلك تعالي معايا المشوار دا عملتي من بنها كنتي ساعدتيني شويه واتمرمطتي معايا
يسر: ماكنتش عارفه انك هتحتاسي كدا لو فعلا محتجالي هلبس علي طول واجيلك
كارمن: بعد ايه انا تقريبا خلصت.. ماتقلقيش معايا هنا بنات من القصر بيساعدوني.. بس ارحميني انتي شوية فاضل كتابك هدور عليه وبعدها هروح البيت.. يلا سلام بقي
يسر: أوك باي يا كوكي
أنهت كارمن المكالمة عندما دخلت مكتب عمر، وواصلت البحث في الرفوف عن الكتاب، لكنها لم تجده.
دلكت كارمن فروة رأسها في حيرة: وبعدين هيكون راح فين الكتاب المنحوس دا بس يا ربي
تحولت نظرتها إلى المكتب في منتصف الغرفة: يمكن علي المكتب او جوا درج من الادراج اما اشوف
قلبت في الأشياء الموجودة على سطح المكتب، ولم تجد شيئًا فجلست على كرسي المكتب وبدأت في فتح الأدراج واحدة تلو الأخرى.
ثم زفرت براحة: الحمدلله اخيرا لاقيتك متعب انت زي صاحبتك
ثم اردفت بضحكة: بس عسل لا ټموتني..
كانت هناك عدة أوراق تحت الكتاب خاصة بالعمل ظنت أنهم ذات قيمة، فبدأت تتمعن النظر فيهم ثمx أعدتهم حيث كانوا، لكن لفت انتباهها ظرف كبير ملفوف ومغلق بعناية بأسفل الدرج، لكنها تراه لأول مرة: ايه دا كمان!
أخرجته من الدرج ووضعت الكتاب بجانبها، ثم بدأت في فتح الظرف وتفريغ محتوياته على المكتب، وراحت تتفحصه بعيون واسعة من الصد@مة وعدم التصديق.
نهضت من مقعدها مذهولة ووقفت في منتصف الغرفة وهي تشعر بالدوار والتشويش
تتبادر إلى ذهنها كلمات مما قرأته للتو، وأحداث مرت منذ شهور، تتضارب في عقلها بشكل غير مترابط.
_ورم في الفص الأيمن من المخ في حالة متطورة
_سفر الي المستشفي الأمريكي في باريس
_عملاء مهمين في باريس يا حبيبتي لازم اقابلهم هيكون في شغل بينا وبينهم كتير وكمان مؤتمر مهم هنتكلم فيه عن الشركة
اتسعت عيناها في صد@مة من تكرار ذلك الحدث تقريبا، فالأولى كانت من عمر قبل ساعات من رحيله وۏفاته، والآخري كانت من أدهم قبل أسبوعين.
تكلمت مع نفسها في ذهول، وانحدرت الدموع بلا هوادة من عينيها من تأثير الصد@مة عليها: يعني عمر كان عنده ورم في المخ وفي حالة خطېرة ودا سبب سفره.. بس هو مالحقش يوصل باريس والطايرة وقعت به.. ليه ماعرفش بكل دا من زمان ليه كنت انا اخر من يعلم كدا..
همست پخوف بينما تغطي فمها براحة يدها: ادهم
استدارت وبحثت عن حقيبتها ثم لمحتها على الأريكة الصغيرة.
ركضت نحوها وأخرجت هاتفها، وبدأت تعبث بقائمة الأرقام ثم ضغطت على زر الاتصال.
تنهدت بإحباط وقلق عندما لم يرد على مكالمتها ثم مسحت دموعها بباطن كفها، وذهبت إلى المكتب وجمعت الأوراق في الظرف وأخذت الكتاب أيضًا ووضعته في الحقيبة، ثم خرجت بخطوات مترنحة
ليلا في قصر البارون

66  67  68 

انت في الصفحة 67 من 79 صفحات