الخميس 28 نوفمبر 2024

مزيج العشق كامله

انت في الصفحة 53 من 79 صفحات

موقع أيام نيوز


نادين بوقاحة: بمناسبة الاصول يا طنط هو ان يصح ابنك يهمل مراته الاولانية بالشكل دا ويهتم بمراته التانية وبس
تنهدت ليلي قائلة ببرود: دي حاجة خاصة بينكم وبين بعض مادخلنيش فيها
نفخت نادين بإمتعاض من عجرفة تلك العجوز دائمًا معها، واكتفت بصمت لاذع، فلا شئ يستدعي للقلق الآن إلا أنه من الممكن أن تحمل كارمن من أدهم حتى مع مواعيدها المنتظمة، لوضع أقراصها في العصير، لذلك ستضاعف جرعة الحبوب في العصير حتى تشعر بالأمان قليلًا من أي مفاجأة، قد تهدد بإقصاؤها من هذا الرخاء الذي تستمتع به، ولا تستطيع الإستغناء عنه.

ظهرا في جناح ادهم
هتف أدهم وهو يقف أمام الحمام: حبيبي هتفضلي جوا كتير
نظر إلى ساعته، ثم أردف بتذمر: بقالك اكتر من ربع ساعة جوا بتعملي ايه كل دا ما تخرجي بقي
بعد لحظات فتح باب الحمام، وظهرت كارمن بمنشفة تلف بها جسدها الناصع، وتلف شعرها بمنشفة صغيرة.
كارمن پغضب طفولي، وهي تضع يدها على خصرها: حرام عليك يا ادهم كل شوية تنادي عليا بتوترني كنت هتزحلق كذا مرة
ثم أضافت بدهشة، وهي ترى ملابسه الشبابية الأنيقة، كان يرتدي بنطال جينز رمادي وتي شيرت أبيض منقوش عليه حروف باللون الأسود. وعليه جاكيت أسود أنيق وعصري به خطين باللون الرمادي علي جانبي اكتافه: هو انت لابس كدا ليه اومال فين البدلة
ابتلع أدهم لعابه على منظرها المغري جدا، قائلا ببحة خشنة: مافيش بدلة انهاردة
تمتمت كارمن وهي تفرك رقبتها من جاذبيته التي تشتتها: وناوي تروح كدا الشركة يعني
أهداها أدهم ابتسامة جذابة، ليقول بنفى: لا احنا مش هنروح الشركة انهاردة مالك هيحل مكاني
وأضاف مشيرًا إلى ملابسه: ايه مش عجبك الطقم دا؟
اقتربت كارمن منه، وهي تزم شفتيها للأمام بدلال، لتغمغم برقة: بالعكس عجبني اوي
همس مزمجرا من جمالها الأنثوي الأخاذ الذي يفقده ثباته الإنفعالي: هتفضلي واقفة كدا قدامي بالفوطة دي.. يلا ادخلي البسي هدومك بسرعه عشان هنخرج.. البسي حاجة تقيلة الجو بدأ يبرد
ابتهجت أسارير وجهها بفرح وهي تسأل على الفور: بجد هنروح فين ؟
ابتسم أدهم علي حماسها قائلا بنفاد صبر: مفاجأة ماتيلا بقي الحقي نفسك قبل ما اتهور وانتي زي القمر قدامي كدا واغير رأيي ونقضي الوقت كله علي السرير دا
قهقه عليها بشدة عندما احمرت وجنتاها بالخجل من جرأته، وركضت بسرعة نحو غرفة الملابس دون لحظة تردد واحدة.
في فيلا مراد
كان يرتب حقيبة سفره، ولم يتبق وقت لإقلاع طائرته إلى إيطاليا، وحاتم يقف الي جواره.
حاتم بإضطراب: انا قلقان يا بني عليك ما تخلي الشرطة هي اللي تتعامل معاهم
تكلم مراد وهو يغلق سحاب الحقيبة قائلًا بهدوء: ماتقلقش كله مترتب ومافيش حد هيقضي علي الك@لاب دول غيري
حاتم بعدم اقتناع: مش هتقدر لوحدك انت عارف عددهم كام
نظر إليه مراد قائلا بإصرار: الشرطة هتلم كل اعضاء المنظمة بمعرفتها كل دا مايهمنيش انا عايز زعيمهم
حاتمxبخوف: يا مراد انت رايح للمoت برجلك
مراد ببرود اعصاب: ما انا في كل الاحوال مېت هتفرق ايه علي الاقل المرة دي بجيب حق اهلي اللي اټقتلو غ،ـدر علي ايدهم بطريقة صح
ربت حاتم علي كتفه بحنان وقال: انا فاهم بس خاېف عليك انا ماليش غيرك.. مش فاهم اشمعنا المرة دي مصمم افضل هنا وماجيش معاك
تحدث مراد بسأم وهو يضع سلاحھ المرخص في حزام الصدر تحت سترته: تاني هنتكلم في الحوار دا مافيش وقت الطيارة هتقوم بعد ساعتين.. خلي كارمن دايما تحت عينك يا حاتم محدش ضامن لو في جواسيس مزروعه وسط رجالتنا اكيد عندهم خبر اني براقبها محدش غيرك بثق فيه
حاتم بطاعة: ماشي هتغيب هناك قد ايه طيب
مراد بلا مبالاة: حوالي شهرين او اكتر علي حسب
حاتم بقلة حيلة: ربنا معاك يا بني ويعديها علي خير
في احدي فنادق القاهرة
وصل زين وبدر وماجد إلى القاهرة، وتوجهوا إلى أحد الفنادق للإقامة الليلة حتى يأتي ميعاد ذهابهم لمنزل كارمن.
صعد الجميع إلى غرفهم، فكان لزين وماجد غرفة وكان بدر وحده في غرفته، بعد أن اتفقا على الراحة من عناء السفر قليلًا، ثم تناول الغداء معًا.
جلس زين على سريره، وبجانبه على السرير الآخر تمدد ماجد، ونام بسرعة من شدة إجهاده.
أخرج زين هاتفه من جيبه راغبًا في الاطمئنان على روان التي تركها مبكرًا قبل الفجر، ونزل بسرعة حتى لا تستيقظ من نومها.
بدأ بإرسال رسالة لها عبر WhatsApp
زين: وصلنا الفندق من شوية حبيبتي..
طمنيني عليكي لما تشوفي الرسالة
بعد فترة، أضاء الهاتف برسالة جديدة
روان: حمدلله علي سلامتكم انا الحمدلله بخير بس زعلانه منك ليه مقومتنيش اشوفك قبل ما تسافر
زين: محبتش اقلقك يا حبي.. المهم انتي بتعملي ايه من غيري


روان: مفيش قعدة انا وامي وحماتي حبيبتي نرغي شوية سوا.. قولي صحيح انت فطرت
ابتسم زين علي اهتمامها به حتي، وهو بعيد عنها: ايوه اكلنا حاجة خفيفه واحنا في الطريق ماتقلقيش
روان: معنديش اغلي منك اقلق عليه واهتم به
زين: تعرفي رغم اني سيبتك من كام ساعه.. بس وحشتيني فيهم اوي.. هكلمك قبل ما انام مع اني مش عارف هنام ازاي اتعودت تبقي في حضڼي واشم ريحتك الحلوة لحد ما انام
خجلت روان من كلماته الرقيقة، لكنها حاولت تشجيع نفسها، فهو لا يراها ولا يسمع صوتها الأن، فلا ضرر إن قالت ما تشعر به دون قيود الخجل: انت كمان وحشتني وصعب عليا انام وانت مش جنبي ماتتأخرش عليا وطمني عليك
زين: ماشي يا قلبي خدي بالك من نفسك لحد ما ارجع وطمنيني بكرا برسالة قبل ما تروحي الكلية
روان: حاضر هكلمك انا مضطرة اروح اشوف الاكل امي مش سايباني اقعد دقيقتين علي بعض
.. سلام حبيبي
زين: سلام مؤقتا لحد ما ارجعلك وتسمعيني كلمة حبيبي اللي طالعه حلوة اوي من شفايفك
ثم أغلق الهاتف وحاول النوم قليلًا، لكنه لم يستطعز، فقرر الخروج من الغرفة والنزول إلى الطابق السفلي، ليشم بعض الهواء.
في أحد المطاعم على النيل
كارمن تجلس بابتسامة سعيدة وشعرها يتطاير بفعل الريح، كانت اية في الجمال ببراءتها، وامامها يجلس ادهم يستمتعون بالمناظر الرائعة من حولهم، وهم يتناول الغداء اللذيذ، ويتحدثون اثناء الاكل.
عضت كارمن شفتيها قائلة بتردد: انا ممكن اسألك سؤال
ادهم بإرتياح: اسألي براحتك
ابتلعت الطعام في فمها، ثم نطقت بخفوت: احم هي نادين ليه بتشرب وازاي انت محاولتش تخليها تبطل
أمال أدهم رأسه قليلًا، وهو ينظر إليها بتمعن ليسأل: مين قالك اني ماحاولتش؟
ثم أردف بهدوء: حاولت كتير في بداية جوازي منها لكن هي كان عجبها عيشتها نوادي وشوبنج وشرب وكانت متعودة تسهر وترجع متأخر لكن لما هددتها ان دا هيخليني اطلقها بطلتو.. ويمكن لان ماكنش في بينا مشاعر وحياتنا مختلفة جدا عن بعض يأست منها بسرعه
كارمن بترقب: يعني انت ماحبتهاش خالص
ادهم بتنهيدة: لا جوازنا كان عادي جدا اقل من العادي كمان
مدت يدها وشربت العصير في اضطراب، وقد خشيت أن يزعجه فضولها.
ادهم بإبتسامة: فاكرة اول مرة شوفنا بعض فيها
كارمن بضحكة: اكيد فاكرة طبعا هو دا يوم يتنسي
شاركها ادهم الضحك قائلا بفضول: قولتي ايه عليا في اليوم دا؟
كارمن بخبث: عايز الصراحة
نظر إليها آدهم من زاوية عينه: بدأت اقلق
كارمن بغيظ متصنع: ماكنتش طايقاك وفضلت ادعي عليك طول اليوم.. انت عارف ان ذراعي اللي وقعت عليه فضل اسبوع في كدمة زرقه كل ما توجعني افتكر اللي عملته فيا
ادهم بغموض: وانا عمري ما نسيت احلي عيون زرقاء شوفتها في حياتي
خفق قلبها من مغازلته اللطيفة، ولم تدرك مقصده الحقيقي قائلة بخفوت: طب ممكن طلب
ابتسم بمشاكسة: ياسلام علي الادب اومال فين كارمن العنيدة اللي احتلت اوضتي بالإجبار وماصعبتش عليها لا انا ولا ظهري المسكين
شعرت كارمن بالحرج، ومسحت يدها بمنشفة بعد أن انتهت من الأكل، ووضعتها بجانبها: انا عارفه هتفضل فاكرلي الموقف دا طول العمر
ثم اردفت بمرح: شوف بقي انا وجعت ظهرك وانت وجعت ايدي كدا احنا خلصين
ابتسم لها ثم أمسك بيدها، وهو يصنع دوائر في بطن كفها ببطء مثير لخپطها، قائلًا بحنو: مش عايز حواجز بينا تاني يا كارمن لما تعوزي تقولي او تطلبي حاجة ماتتردديش ولا تستئذني اتفقنا
أومأت كارمن مبتسمة: حاضر
قال ادهم مستفسرًا: ايه هو بقي الطلب؟
رمشت كارمن بخفة، ثم أجابت بنبرة متوترة إلى حد ما: كنت محتاجة ادوات التصميم اللي بشتغل بها وكلها موجودة في بيت عمر وكنت بفكر ابقي اجيبهم من هناك
لم تتغير تعبيرات وجه ادهم، قائلا بهدوء: الوقت اللي تحبي تروحي فيه قوليلي عليه.. وبعدين الفيلا دلوقتي بإسمك انتي مش بتاعت عمر
كارمن برفض: لا الفيلا وكل حاجة بتاعت ملك انا بحافظلها عليهم لحد ما تكبر بس
ابتسم لها وعيناه تتألقان بعشق، لأنه رمي اليها تلك الكلمة وهو يعرف ان ذلك سيكون ردها ولم تخيب ظنه، فحبه لها يزداد في قلبه كلما تعمق في معرفته بها أكثر.
عند زين
بعد أن تجول حول الفندق لفترة، خطړ بباله أن يشتري هدية بسيطة لروان، لأنه لم يشتري لها هدية زواج بعد.
أوقف سيارة أجرة متوجها إلى مكان معين. وبعد فترة وجيزة وصل إلى المكان، ونزل من السيارة ومشى منتصبًا بجسده داخل المحل الذي بدا فخمًا، وذو ذوقا رفيعا.
شرد برهة عندما تذكر سبب مجيئه إلى هنا، وبدلًا من الشعور بالحنين إلى الماضي، كان يشعر بالاشمئزاز من غبائه.
وقف زين ينظر إلى المعروضات أمامه، لا يعرف لماذا أتى إلى ذهنه تلك الهدية الوحيدة التي قدمها لروان عندما كانت صغيرة، كانت عبارة عن مشبك شعر رفيع على شكل فراشة.

52  53  54 

انت في الصفحة 53 من 79 صفحات